responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية نویسنده : طقوش، محمد سهيل    جلد : 1  صفحه : 332
الموظفون الإداريون:
الهيكل التنظيمي للموظفين:
كان الوالي، أي حاكم الولاية أو الإقليم، يأتي في المقام الأول، ثم يأتي بعده على غير التراتبية الكاتب، أي كاتب في ديوان الجيش، وصاحب الخراج، وصاحب الأحداث "الشرطة"، وصاحب بيت المال، والقاضي، وهم جميعًا تحت إمرة الوالي ويعملون تحت إدارته، نذكر مثالًا على ذلك، أن عمارًا بن ياسر كان واليًا على الكوفة، وعثمان بن حنيف صاحب الخراج، وعبد الله بن مسعود صاحب بيت المال، وشريحًا قاضيًا، وعبد الله بن خلف الخواعي كاتبًا للديوان[1]، ووجد أحيانًا قائد للجيش في كل ولاية على الرغم من أن الوالي كان مكلفًا بهذه المهمة في معظم الأوقات، ولم تكن إدارة الأحداث مستقلة في جميع الولايات، فكثيرًا ما كان صاحب الخراج، أو الوالي يقوم بهذه الخدمة، ففي الوقت الذي كان فيه عمار بن ياسر واليًا للكوفة أسندت إليه إدارة الأحداث، وكان قدامة بن مظعون، وهو صاحب الخراج في البحرين يتولى هذه المهمة، أما إدارة الوالي فقد كانت مستقلة، وتشمل عددًا من الموظفين يعينهم الخليفة عادة، فعندما ولى عمر عمارًا على الكوفة أمده بعشرة من الإداريين من أكفاء الرجال كان من بينهم قرظ الخزرجي، أما الكاتب فكان جديرًا في الإنشاء والخطابة، فعندما كان أبو موسى الأشعري واليًا على البصرة، كان عمر يعجب لبلاغة كاتبه زياد بن سمية، ويتعجب لفصاحته.
ويتم اختيار الموظفين ضمن الإطار الديني، بالإضافة إلى الصفات الحميدة مثل الصدق، والإمانة، والكفاءة، واليقظة، وكان عمر على معرفة بكنه الرجال الذين تتوفر فيهم شروط التعيين، وكان هناك أربعة رجال عرفوا بدهاة العرب، وهم معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة وزياد بن سمية، وقد عهد عمر إلى الثلاثة الأوائل بأكبر مناصب الدولة، وعين عبد الله بن الأرقم كاتبًا، وكان النبي قد استحسن كتابته.
وعندما عقد عمر مجلس الشورى للنظر في أمر نهاوند طلب الرأي من الحاضرين في اختيار الرجل الذي يرسل ليقود المعركة، قال الحاضرون: "إن المعرفة التي لديك لا تتوفئر لأحد فينا، وأنت قدرت مؤهلاتنا وقدراتنا، ولم يستطع أحد أن يقدرها"، عندئذ سمى عمر النعمان بن مقرن، واعترف الجميع بحسن الاختيار.
وعمل عمر بمبدأ الإنابة، إنابة رجال لبعض الولاة بحضورهم، وهذه ظاهرة هامة في ميدان السياسة والإدارة، فقد عين السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة الكندي نائبًا لعبد الله بن عتبة على سوق المدينة[2]، وكان عبد الله بن عبد الله بن عتبان نائبًا لسعد بن أبي وقاص على الكوفة[3].

[1] الطبري: ج4 ص145، ابن خلكان: ج2 ص83، 84.
[2] الإمام الشافعي: الأم ج4 ص125.
[3] ابن كثير: ج7 ص112.
نام کتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية نویسنده : طقوش، محمد سهيل    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست