responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 103
وازدادت التجارة النبطية ازدهارًا، عندما قامت الإمبراطورية البارثية في فارس، وأعقبها فترة ضعف مر بها السلوقيون، وعم الاضطراب بلادهم، وقامت في شمالها الثورات وانتشرت الفوضى؛ مما ساعد على انتقال مركز الثقل في النشاط التجاري من الشرق إلى غربي الجزيرة العربية. عندئذٍ اغتنم الأنباط فرصة الضعف التي مر بها السلوقيون، فأخذوا يوسعون حدودهم على حسابهم, وقد خاض من ملوكهم الحارث الثاني "110-96 ق. م" غمار حرب ضد الدولة اليهودية في فلسطين، واحتل عبادة الأول "90 ق. م" جنوب شرقي سورية بما فيها حوران وجبل العرب، وبسط الحارث الثالث "87-62 ق. م" سيطرته على سورية بكاملها.

الأنباط واليهود:
قامت في بادئ الأمر علاقة طيبة بين الأنباط في عهد الحارث الأول "169-146 ق. م" وبين اليهود في فلسطين، كيما يستطيع الطرفان الصمود أمام المطامع التي واجهتهما من قبل الدولتين القويتين المجاورتين: السلوقية والبطلمية. غير أن الحارث الثاني "110-96 ق. م" ما لبث أن وجه لليهود ضربة رادعة عندما حاولوا استغلال هذه العلاقة لنشر اليهودية بين الأنباط؛ تمهيدًا لبسط سيطرتهم عليها. فبادر إلى مساعدة أهل غزة التي كان يحاصرها اليهود، الأمر الذي حمل الملك اليهودي للعودة إلى صداقة الملك النبطي الجديد عبادة الأول "96-87 ق. م" وللتنازل له عن بعض المناطق التي كانت تحت سيطرة اليهود.
وفي عهد الحارث الثالث بلغ الانقسام في الدولة اليهودية حدًّا خطيرًا: الفريسيون من جهة والصدوقيون من جهة ثانية. فاستغل الملك النبطي هذا الانقسام، لا سيما عندما استنجد به الفريسيون وزعيمهم "هركانوس" ضد خصومهم، لقاء وعد بإعطائه ما بقي من منطقة شرق الأردن خارج سلطة الأنباط. فقبل الحارث وهاجم الصدوقيين وهزم زعيمهم "أرسطوبولس" وحاصر القدس التي احتمى بها واستولى على البقاع[1].
غير أن دخول الرومان سورية أتاح لخصمه اليهودي أن يستنجد بهم وأن يقدم لهم

[1] د. جواد علي: 3/ 27-28.
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست