responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 116
فقد قاد حملة ثانية على "طيسفون" وضرب عليها الحصار، ولم يقبل بما قدمه الفرس من تنازل، بل كان شرطه الأساسي أن يطلقوا سراح الإمبراطور "فاليريان" ولم ينقذ العاصمة الفارسية من تهديده لها سوى الخطر الذي حاق بالإمبراطورية الرومانية في هجوم الجرمن البرابرة والقوط، فارتد إليهم وخلصها من خطرهم. وفي طريق عودته إلى عاصمته نزل في حمص حيث انقض عليه ابن أخيه معن وأعوان له في أثناء مأدبة كان قد أقامها احتفالًا بعيد ميلاده، فقتله غيلة؛ لزعمه بأنه كان غاصبا لعرشه.
غير أن الغموض يكتنف الظروف التي قتل فيها "أذينة" وليس هناك من الأدلة القاطعة ما يؤكد أن الحادثة قد وقعت بتدبير من الرومان، أو من الحزب الوطني التدمري الذي كان يكره اليونان والرومان[1]. وتتوالى الأحداث سراعًا بعد مقتله إذ لم يلبث أهل حمص -وربما بإيحاء من زوجته زنوبيا وأعوان زوجها الراحل- أن انقضوا على "معن" الذي تولى الحكم بعده فقتلوه، وآل الحكم بعدئذ إلى ابن لأذينة صغير السن هو "وهب اللات" فكان على أمه زنوبيا أن تتولى الوصاية عليه، وأن تحكم باسمه.

[1] د. جواد علي: [2]/ 96.
حكم زنوبيا:
كانت زنوبيا عربية الأصل[1]، ذات شخصية قوية، تتحلى بتربية عالية، تجيد اليونانية والآرامية، وتتكلم بهما بمثل الطلاقة التي تتكلم بها العربية، ولم تكن تجهل اللاتينية، ولها اطلاع على تاريخ الغرب بالإضافة إلى كونها قد دونت لنفسها خلاصة لتاريخ الشرق، مما يدل على سعة اطلاعها عليه، وأَلِفَتْ أن تعقد الموازنة بين روائع "هوميروس وأفلاطون" تحت إشراف فيلسوف بلاطها العالم "لونجين" الأمر الذي يشهد باطلاعها أيضا على الفلسفة الأفلاطونية. يصفها إدوار جيبون[2] بأنها كانت تتمتع بعبقرية فذة، وأنها أُوتيت من الصفات كالجرأة والشجاعة، ما رفعها إلى مرتبة البطولة، عودت

[1] وقد روي أنها انتمت إلى البطالمة. لكن بعض المؤرخين يفسرون هذا الانتماء بحرصها على التقرب من الرومان، بادعائها أنها من أصل يوناني وليست بعيدة عن الحضارة، أو بحرصها على التقرب من المصريين ليخلصوا لحكمها, أو بحرصها على إلباس أسرتها لباس القدم والأصالة في الملك "جواد علي: 3/ 103".
[2] إدوار جيبون: اضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها, ص265.
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست