responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 166
كانت تطلق لقبًا على حكام قتبان وسبأ، قبل أن يتلقبوا بألقاب "ملوك" وتعني مفهوم "مقرب" في لغتنا؛ لأن مكة تقرب إلى الإله[1]. وفي رأي بعض المؤرخين أن اسمها الحالي "مكة" مشتق من لفظة "مكا" البابلية التي تعني "البيت" وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم باسم "بكة" في قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِين} [2]، كما ورد باسم مكة: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [3], ويعلق بعضهم على ذلك بقولهم: إن مكة اسم المدينة، وبكة اسم البيت. كما ذهب بعض المؤرخين في تفسير هاتين التسميتين مذاهب لغوية ودينية، استنبطوها من مكانة الكعبة وقدسيتها، كقولهم: إن تسميتها "مكة" جاءت من كونها تمك الجبارين، أي: تذهب نخوتهم، وتسميتها "بكة" لازدحام الحجاج فيها "يبك بعضهم بعضًا بكًّا"[4]. وهذه التفسيرات متأخرة ولا شك، واسم مكة لا بد أن يكون سابقا لهذه المفاهيم[5], على أن أهمية مكة تعود إلى عوامل عديدة أهمها: كعبتها التي وصفت بكونها "البيت العتيق".
أما بناء الكعبة فينسب إلى إبراهيم الخليل "عليه السلام". وقد جاء في القرآن الكريم ما يؤيد ذلك: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [6]. لكن ما أغضى عنه القرآن من قصة قدوم إبراهيم إلى مكة، أفاض فيه الأخباريون، ورواياتهم في واقع الأمر مقتبسة من الإسرائيليات، فقالوا: إن مجيئه كان بوحي من الله، إذ أمره بالمسير إلى بلده الحرام. فقصد وزوجته هاجر وابنه إسماعيل مكة، وأنزلهما في مكان زمزم اليوم، ثم انصرف راجعًا إلى الشام[7]. هذه الخلاصة

[1] د. جواد علي: 4/ 188.
[2] آل عمران: 96.
[3] الفتح: 24.
[4] ياقوت الحموي: معجم البلدان، مادة مكة. وفي تفسير فعل مَكَّ يورد ياقوت بيت شعر:
يا مكة الفاجر مكي مكًّا ... ولا تمكي مذحجًا وعكا
[5] أحمد إبراهيم الشريف: مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول، ص93.
[6] البقرة: 127.
[7] محمد بن سعد: الطبقات الكبرى، 1/ 24؛ ابن الأثير: الكامل، 1/ 58-61.
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست