responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 170
شبه الجزيرة. فشئون الدين والتجارة والأدب، كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا في الجاهلية.
وأخيرًا, إن كثرة الجوالي الأجنبية التي كانت تقصد الحجاز من فرس وروم وزنوج وأحباش وغيرهم، يأتون للتجارة أو للعمل في البناء والزراعة والصناعة، بالإضافة إلى الهجرات التي كانت تتوارد باستمرار من اليمن، ومنها هجرة الأوس والخزرج إلى يثرب، وغيرهما من القبائل إلى الشمال، كان لها أثر كبير في توسع مكة وارتقائها.
إن الروايات عن تاريخ مكة من إسماعيل إلى قصي بن كلاب متناقضة، فيها كثير من الاضطرابات. فالمسعودي[1] يذكر أن أول من نزل زمزم هم العماليق لا جرهم، فاستقروا في أسفل مكة "أجياد" ثم تبعتهم جرهم فنزلوا أعلاها "قُعَيْقعان" يُعشِّر كل منهما التجارة التي تدخلها من ناحيته، ثم احتربت القبيلتان فانتصر العماليق على جرهم، وتولوا شئون البيت، ولم تلبث جرهم أن غلبتهم، فتولت أمورها ثلاثمائة سنة، حتى إذا طغت وبغت أهلك الله معظمها، فاستقوى عليها بنو خئولتها أحفاد إسماعيل وطردوها[2]، واستعادوا ولايتهم على البيت، بينما يذكر ابن هشام أن ولاية جرهم قد استمرت إلى أن قدمت قبيلة أخرى من قبائل اليمن[3]، بعد انهيار سد مأرب، هي قبيلة خزاعة، فنازعت قبيلة جرهم، وانتصرت عليها، فأخرجتها من مكة، وحكمت مكانها، كما خرج منها أبناء إسماعيل حيث تفرقوا حول مكة وفي تهامة.

[1] المسعودي: مروج, 2/ 19-23.
[2] يذكر المسعودي شعرًا في ذلك لآخر ملوكهم الحارث بن مضاض الأصغر الجرهمي:
كأن لم ين بين الحجون إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر
بلى نحن كنا أهلها فأبادنا ... صروف الليالي والجدود العواثر
وكنا لإساعيل صهرًا ووصلة ... ولما تدر فيها علينا الدوائر
وكنا ولاة البيت من بعد نابت ... نطوف بذاك البيت والخير ظاهر
فبدلنا ربي بها دار غربة ... بها الذئب يعوي والعدو المحاصر
ونابت هو أكبر أولاد إسماعيل الذي روي أنه كان أول من ولي أمر الكعبة.
[3] يذكر أبو الطيب تقي الدين محمد الفاسي، شفاء الغرام، 2/ 44 أن نسب خزاعة مختلف فيه؛ إذ يذكر بعضهم أنهم من العدنانيين، ويذكر آخرون أنهم من القحطانيين.
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست