responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 21
وتنتهي جبال السراة في الجهة الغربية، وعلى البحر الأحمر، بسهل تهامة الساحلي الطولاني الذي يمتد من خليج العقبة حتى باب المندب. وهو ضيق يختلف عرضه من مكان إلى آخر اختلافًا بينًا، ولا يتجاوز أقصى عرض له خمسين كيلومترًا, ويطلق عليه اسم "الغور" أيضًا[1] لانخفاض أراضيه لا سيما وأنه ناتج عن فعل الانهدام. وقد اشتق العرب اسمه من "التهم" أي: الحر؛ لشدة حره وركود رياحه. على أن انخفاض الحاجز الجبلي في إقليم الحجاز قد أدى إلى سهولة الانتقال بين هذا السهل وبين الداخل، يضاف إلى ذلك أن وقوع هذا الإقليم في أضيق عرض لشبه الجزيرة قد جعل الطريق المار منه نحو الشرق أقصر طريق بين البحر الأحمر والخليج العربي.
في هذا الإقليم تقع "مكة" المكرمة، وهي تمتد في وادٍ ملأته الرواسب بفعل التعرية المائية. وفيه أيضًا "المدينة المنورة" التي تميزت بكونها واحة خصبة وافرة الماء، واشتهرت منذ القديم بزراعة النخل، فورد ذكرها في شعر عروة بن الورد باسم "منبت النخيل" وقد نافست في صدر الإسلام "مكة" التي كان لها شأن كبير في العهد الجاهلي. ويشاهد في جنوبها الشرقي "وادي العقيق" الشهير بينابيعه وكثرة نخيله[2]. كما تقع فيه مدينة "الطائف" الشهيرة بهوائها العليل "لارتفاعها" ووفرة مياهها وكثرة نباتها وأشجارها وبساتينها الوارفة الظلال، الأمر الذي جعل منها مصيفًا لأهل مكة ولغيرهم من عرب شبه الجزيرة؛ ولذا أطلق عليها قديما اسم "جنة مكة". وإلى الجنوب من إقليم الحجاز يمتد إقليم العسير - وجباله وعرة كثيرة الانكسارات والفوالق والوديان التي عمقت السيول مجاريها فجعلت المنطقة محززة صعبة المسالك.

[1] يقول الشاعر العربي عامر بن الظرب:
قضاعة أجلينا عن الغور كله ... إلى فلجات الشام تزجي المواشيا
[2] في كتاب "صفة جزيرة العرب" للهمداني "ص 177" أن العقيق عقيقان: العقيق الأعلى للمنتفق ومعه معدن صعاد على يوم أو يومين، وهو أغزر معدن في جزيرة العرب، وهو الذي ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "مطرت أرض عقيل ذهبًا" والأسفل وهو في طيء.
2- جبال اليمن:
وهي الممتدة على الزاوية الجنوبية الغربية من شبه الجزيرة، ويصل ارتفاع بعض
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست