responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 293
الكعبة، وإلى ارتياد الأسواق التي كانت تقام في موسم الحج، فتستفيد من ذلك فوائد اقتصادية ومعنوية. وكان أشهر أصنام المشركين أربعة: هبل واللات والعزى ومناة. وبينما لم يرد للأول ذكر في القرآن الكريم، ذكر الثلاثة الأخر وغيرها من آلهة الجاهليين مرارًا: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى، تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى، إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان} [1]. وقد جاءت هذه الآية تنديدًا بالكفار الذين جعلوا هذه الآلهة بنات الله، وأنهن يشفعن بالناس عنده. وكانت قريش تطوف الكعبة وتقول: "واللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى، فإنهن الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى"[2].
ويظهر أن بعض الآلهة كانت تعبد منذ عهد نوح، كما جاء في قوله تعالى: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَارًا، وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا، وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [3]. وقد تقدم معنا ما روي عن عبادة هذه الآلهة، منذ أن صنع بنو قابيل خمسة أصنام لخمسة من عظمائهم، ماتوا وكانوا يتسمون بهذه الأسماء.
هبل:
كان هبل أعظم الآلهة الوثنية في مكة، ويظهر أن عبادته كانت عامة في عرب الشمال، وكان موضعه داخل الكعبة، وهو مصنوع من عقيق أحمر على صورة إنسان، ويقال: إن أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وكان يقال له "هبل خزيمة". وكان مكسور الذراع الأيمن، فأبدله القرشيون ذراعًا من ذهب، وكانوا يطوفون حوله، ويستقسمون عنده بالأزلام، ويقدمون له الهدايا. روى ابن الكلبي أنه كان أمامه سبعة قِداح اثنان منها مكتوب على أحدهما "صريح" وعلى الثاني "ملصق"، فإذا شكوا في مولود أتوا إليه بهدية، ثم ضربوا بالقداح، فإن خرج "صريح" ألحقوا المولود بنسبهم، وإن خرج "ملصق" دفعوه. وكان على أحد قدحين آخرين كلمة

[1] [النجم: 19-23] .
[2] الأصنام، ص19.
[3] [نوح: 21-23] .
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 293
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست