responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 44
النظرية الخامسة:
وهناك أخيرًا النظرية القائلة بأن شبه جزيرة العرب هي موطن الساميين الأول ومهدهم الأصلي. وأول من قال بها العالمان "سبرنجر" الألماني، و"كايتاني" الإيطالي، وأيدهما فيها كثير من العلماء والمستشرقين مثل "شرايدر ورايت وماير ومورغان وفانسان ودتلف نلسن". وأما الحجج التي أدلوا بها لتدعيمها فهي:
1- أن الأسس والشروط التي اتفق العلماء على كونها تؤلف الصفات المشتركة بين الساميين متوفرة، على أتم ما يكون التوفر، في سكان شبه الجزيرة العربية، وأن قبائل شبه الجزيرة قد حافظت على النموذج السامي الخالص بسبب وضعها الجغرافي الذي لا يسمح بالامتزاج مع الشعوب الأخرى، وأن اللغة العربية أصلح لغة تمثل خصائص اللغة السامية الأم.
2- أن شبه الجزيرة العربية كانت في غابر الأزمنة مطيرة كثيرة النباتات والمزروعات، تتوفر فيها جميع وسائل العيش الرغد -وقد أورد العلماء على ذلك أدلة كثيرة ذكرتها سابقًا في بحث المناخ- وقالوا: إن السكان فيها كانوا يتكاثرون كثرة عظيمة، حتى إذا حل الجفاف تدريجيا محل الرطوبة، والمحل مكان الخصب، وذلك منذ حوالي

حكمها عدة قرون. وليس من الضروري أن يكون الشبه بين اللغة الحبشية ولهجات عرب الجنوب، والاشتراك بين الأحباش واليمنيين في عبادة الإله "ألمقة" نتيجةَ هجرة حبشية إلى اليمن، بل قد يكون العكس هو الصحيح. فمن الثابت تاريخيا أن الساميين الذين دخلوا الحبشة من اليمن -ربما في غضون القرن الخامس قبل الميلاد- هم الذين كونوا دولة أكوم الحبشية[1] التي استعملت اللغة "الجفرية" وهي لغة سامية. والأحباش لا يزالون يكتبون حتى اليوم بقلم شبيه بالقلم المسند، وهو مقتبس من القلم العربي الجنوبي، وتشكل بعض الكتابات المدونة به، والتي عثر عليها في الحبشة -وهي أحدث عهدا من كتابات السبئيين- دليلًا على أثر العرب في الأحباش[2].

[1] Henri Masse: ibid., p.13.
[2] د. جواد علي: 1/ 156.
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست