نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 127
جمع مملكتنا ودولة أحسابنا، كان من ابتعاثه [1] إيّانا ما كان، وبالاعتبار [2] تتّقى الغير، ومن يخلفنا أوجد للاعتبار، منّا، لما استدبروا من أعاجيب ما أتى علينا.
- «واعلموا أنّ سلطانكم إنّما هو على أجساد الرعيّة، وأنّه لا سلطان للملوك على القلوب. واعلموا أنكم إن غلبتم الناس على ذات [3] أيديهم، فلن تغلبوهم على عقولهم. واعلموا أنّ العاقل [المحروم] [4] سالّ عليكم لسانه، وهو أقطع سيفيه، وإنّ أشدّ ما يضربكم [5] به من لسانه، ما صرف الحيلة فيه إلى الدين: فكأنّ بالدين يحتجّ وللدين- فيما يظهر- يغضب، فيكون للدين بكاؤه، وإليه دعاؤه، و [6] هو أوجد للتابعين والمصدّقين والمناصحين والمؤازرين [105] منكم. لأنّ بغضة الناس هي موكّلة بالملوك، ومحبّتهم ورحمتهم موكلّة بالضعفاء المغلوبين. وقد كان من قبلنا من الملوك يحتالون لعقول من يحذرون، بتخريبها، فانّ العاقل لا تنفعه [جودة] [7] نحيزته [8] إذا صيّر عقله خرابا [مواتا] [9] ، وكانوا يحتالون للطاعنين بالدين على الملوك، فيسمّونهم المبتدعين.
فيكون الدين هو الذي يقتلهم ويريح الملوك منهم. ولا ينبغي للملك أن يعترف للعبّاد والنسّاك [والمتبتّلين] [10] أن يكونوا أولى بالدين، ولا أحدب [11] عليه، ولا أغضب له منه. ولا ينبغي للملك أن يدع [1] غ: ابتعاث الله. [2] غ: العثار. [3] غ: ما في. [4] زيادة من غ. [5] غ: ما يضرّكم. [6] غ: «ثم» بدل «و» . [7] زيادة من غ. [8] النحيزة: الطبيعة. [9] زيادة من غ. [10] زيادة من غ. [11] حدب عليه: عطف.
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 127