نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 130
بقلوب مختلفة، وأيد متعادية. وقد علمتم أنّ الذي بنى عليه الناس، [108] وجبلت عليه الطباع [1] ، حبّ الحياة وبغض الموت، [وأنّ الحرب تباعد من الحياة وتدنى من الموت] [2] ، فلا دفع ولا منع [3] ولا صبر ولا محاماة مع هذا، إلّا بأحد وجهين: إمّا بنيّة، والنيّة ما لن يقدر على الوالي عند الناس بعد النيّة التي تكون في أوّل الدولة، وإمّا بحسن الأدب وإصابة السياسة.
«واعلموا أنّ بدء ذهاب الدول [4] من قبل إهمال الرعية بغير أشغال معروفة، ولا أعمال معلومة. فإذا فشى الفراغ [في الناس] [5] ، تولّد منه النظر في الأمور، والفكر في الأصول. فإذا نظروا في ذلك، نظروا فيه بطبائع مختلفة، فتختلف بهم المذاهب، ويتولّد من اختلاف مذاهبهم، تعاديهم وتضاغنهم وتطاعنهم [6] ، وهم في ذلك مجتمعون- في اختلافهم- على بغض الملوك، لأنّ كل صنف منهم إنما يجرى إلى فجيعة الملك بملكه، ولكنهم لا يجدون سلّما إلى ذلك [7] أوثق من الدين، ولا أكثر أتباعا، ولا أعزّ امتناعا، ولا أشدّ على الناس صبرا [8] . ثم يتولّد من تعاديهم [109] أنّ الملك لا يستطيع جمعهم على هوى واحد، فإذا انفرد ببعضهم، فهو عدوّ بقيّتهم، ثم تتولّد من عداوتهم [للملك] [9] كثرتهم، فإنّ من شأن العامّة الاجتماع على استثقال الولاة والنفاسة [10] عليهم. لأنّ في [1] غ: الطبائع. [2] ما في [] زيادة من غ. [3] ليس في غ: فلا دفع ولا منع. [4] غ: واعلموا أنّ ذهاب الدول يبدو. [5] زيادة من غ. [6] غ: بدون «تطاعنهم» . [7] غ: مع ذلك مجمعون. [8] غ: صوابا. [9] زيادة من غ. [10] النفاسة: الحسد.
نام کتاب : تجارب الأمم وتعاقب الهمم نویسنده : ابن مسكويه جلد : 1 صفحه : 130