نام کتاب : خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى نویسنده : السمهودي جلد : 1 صفحه : 313
وذكر المطري قبل ذلك إنها كانت تأكل كل ما مرت عليه من جبل وحجر ولا تأكل الشجر قال وظهر لي إنه لتحريم النبي صلى الله عليه وسلم شجر المدينة فمنعت من أكل شجرها لوجوب طاعته على كل مخلوق " قلت " صرح القسطلاني بما يرده حيث قال إنها لم تزل مارة على سبيلها وهي تسحق ما والاها وتذيب ما لاقاها من الشجر الأخضر والحصبي وإن طرفها الشرقي آخذ بين الجبال فحالت دونه ثم وقفت وإن طرفها الشامي وهو الذي يلي الحرم اتصل بجبل يقال له وعيرة على قرب من شرقي جبل أحد ومضت في الشظاة التي في طرفها وادي حمزة رضي الله عنه حتى استقرّت تجاه حرم النبي صلى الله عليه وسلم فطفئت قال وأخبرني شخص اعتمد عليه إنه عاين حجرا ضخما من حجارة الحرة كان بعضه خارجا عن حدّ
الحرم فعلقت بما خرج منه فلما وصلت إلى ما دخل منه في الحرم طفئت وخمدت وقال في موضع آخر إنها لما استقبلت الشام سالت إلى أن وصلت إلى موضع يقال له قرين الأرنب بقرب أحد فوقفت وانطفأت قلت وهذا أولى بالاعتماد وأبلغ في الأعجاز ونقل أبو شامة عن مشاهدة كتاب القاضي سنان ما يؤيده فإنه قال فيه إن سيل هذه النار انحدر مع وادي الشظاة حتى حاذى جبل أحد وكادت النار تقارب حرة العريض ثم سكن قتبرها الذي يلي المدينة وطفئت مما يلي العريض ورجعت تسير في المشرق وكذا قول المؤرخين إنها سالت سيلا ذريعا في واد يكون طوله مقدار أربعة فراسخ وعرضه أربعة أميال وعمفه قامة ونصف وهي تجري على وجه الأرض والصخر يذوب كالآنك ولم يزل يجتمع منه في آخر الوادي عند منتهى الحرة أي في المشرق حتى قطعت في وسط وادي الشظاة إلى جهة جبل وعيرة فسدت الوادي المذكور بسدّ عظيم من الحجر المسبوك بالنار قلت وآثار السدّ موجودة اليوم هناك ويسمى الحبس وقال القسطلاني أخبرني جمع أركن إلى قولهم إنها تركت على الأرض من الحجر ارتفاع رمح طويل على الأرض الأصلية انتهى وأنقطع وادي الشظاة بسبب ذلك وصار السيل يتحبس خلف السدّ المذكور حتى يصير بحرا مدّ البصر عرضا وطولا وسيأتي خبر انخراقه في الفصل الثاني من الباب الثامن ومن العجائب إن في تلك السنة احترق المسجد النبوي حريقه الأوّل عقب انطفاء هذه النار وزادت دجلة زيادة عظيمة فغرق أكثر بغداد وتهدّمت دار الوزير ثم في السنة التي بعدها وقعت الطامة الكبرى بأخذ التتار لبغداد وقتل الخليفة وأهلها بذل السيف فيهم نيفا وثلاثين يوما وألقيت الكتب تحت أرجل الدواب وبنى منها معالفهم بالمدرسة المستنصرية وخلت بغداد ثم استولى عليها الحريق حتى عمّ ترب الرصافة مدفن ولاة الخلافة وشوهد على بعض حيطانهافعلقت بما خرج منه فلما وصلت إلى ما دخل منه في الحرم طفئت وخمدت وقال في موضع آخر إنها لما استقبلت الشام سالت إلى أن وصلت إلى موضع يقال له قرين الأرنب بقرب أحد فوقفت وانطفأت قلت وهذا أولى بالاعتماد وأبلغ في الأعجاز
نام کتاب : خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى نویسنده : السمهودي جلد : 1 صفحه : 313