نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 124
آمن بهود، ولكنهم سرعان ما بادوا[1]، ومن ثم فقد خلصت الأرض لقحطان، وكان "يعرب" دون إخوته من امرأة من عاد، فتكلم بلسانها وهو العربية، على أن رواية أخرى تذهب إلى أن المرأة إنما كانت من العماليق، وأن أولادها جميعًا قد أخذوا العربية عنها[2]، فضلا عن أن "النمرود" هذا -في رأيهم- هو صاحب إبراهيم عليه السلام. والذي يأتي بعد عصر "هود" بقرون، فيما يزعمون.
وهناك فريق ثان إنما يزعم أن هودا، عليه السلام، إنما كان أول من تكلم بالعربية، بينما يزعم آخرون أن أباه هو أو من تكلم بها، على أن فريقًا ثالثًا يرى أن نوحًا -عليه السلام- هو أول الناطقين بالعربية[3]، ويتجه فريق رابع إلى أنه "عمليق"، وهو أبو العمالقة، وذلك حين ظعن القوم من بابل، ومن ثم فقد كان يقال للعماليق -وكذا لجدهم- "العرب العاربة"[4].
وأخيرًا فلقد ذهب فريق خامس إلى أن إسماعيل بن إبراهيم، عليهما السلام، كان أول من ألهم هذا اللسان العربي المبين، وهو ما يزال بعد في الرابعة عشرة من عمره[5]، ولعل هذا الاتجاه الأخير إنما كان السبب في أن يذهب البعض إلى أن قحطانًا إنما هو من ولد إسماعيل، عليه السلام[6].
ولعل هذه الآراء المتضاربة إنما كانت السبب في أن يحاول البعض التوفيق بين الرأيين الأساسيين -الأول والخامس- ومن ثم فقد ذهب هذا النفر إلى أن "يعرب" هو أول من نطق بمنطق العربية، وأن إسماعيل هو أول من نطق بالعربية الحجازية الخالصة، التي أنزل بها القرآن الكريم[7]. [1] هناك اتجاه إلى أن قوم عاد -مثلهم في ذلك قوم ثمود -إنما كانوا من شمال بلاد العرب، وليس من جنوبها: "انظر كتابنا" دراسات في التاريخ القرآني" الفصل السادس، عبد الرحمن الأنصاري: المرجع السابق: ص88، البكري 1/ 119، نهاية الأرب ص19"
وكذا Basor, 73, 1939, P.14-15. وكذا C. Forster, Op. Cit., P.32 [2] الدينوري: الأخبار الطوال ص78، وانظر: المعارف ص271. [3] أبو الفداء 1/ 120، المحبر ص384، تفسير المنار 8/ 495، 12/ 114، عبد الوهاب النجار: قصص الأنبياء ص49، قارن: تفسير روح المعاني 8/ 154. [4] الطبري: تاريخ الرسل والملوك، القاهرة 1967، 1/ 207. [5] تاريخ الخميس ص104 تاريخ اليعقوبي 1/ 221، العقد الثمين 1/ 134، شفاء الغرام ص13، وفاء الوفا 1/ 122-124، تاج العروس 2/ 352، لسان العرب 2/ 754، تاريخ ابن خلدون 2/ 86، قارن: ياقوت 4/ 98. [6] وفاء الوفاء 1/ 122-123. [7] تاريخ الخميس ص110، تاج العروس 2/ 352، تفسير روح المعاني 12/ 172-173، الطبقات الكبرى 1/ 24.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 124