نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 133
وجاء الإسلام، ونزل القرآن الكريم منجمًا في ثلاث وعشرين سنة في مكة والمدينة، فلم يرد فيه من الجذر "ع. ر. ب" إلا ثلاث صيغ "عُرُبًا" "جمع عَرُوب بفتح العين" نعتًا للمرأة المتحببة إلى زوجها في قوله تعالى: {عُرُبًا أَتْرَابًا} [1]، ثم جاءت الصيغة "أعراب" عشر مرات وفي سورة مدنية فقط، منها ست مرات في سورة التوبة وحدها[2]، ولا حاجة بنا إلى الاستشهاد على أن كلمة "أعراب" تدل في القرآن الكريم- كما تدل في غيره- على البدو[3].
وأخيرًا حسم القرآن الكريم الأمر نهائيًّا، فجاءت فيه كلمة "عربي" إحدى عشرة مرة -في سورة مدنية وأخرى مكية- جاءت عشر مرات نعتًا للغة التي نز ل بها القرآن الكريم[4]، وجاءت مرة واحدة نعتًا لشخص الرسول الأعظم- صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ- يقول سبحانه وتعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ} [5]، أي أقرآن أعجمي اللغة، ونبي عربي؟
وهكذا أصبحت كلمة "عرب" علمًا على العرب جميعًا، كما كان استعمال القرآن الكريم لها دليلا للشعراء على التعبير الذي لم يستطع "عنترة" أن يصل إليه، ومن هنا رأينا "كعب بن مالك" يقول في مولانا وجدنا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-:
بدا لنا فاتبعناه نصدقه ... وكذبوه فكنا أسعد العرب
ثم رأينا "حسان بن ثابت" بعد ذلك يقرع "بني هذيل" لما اشترطوا على الحبيب [1] سورة الواقعة: آية37. [2] سورة التوبة: آية 90، 97- 99، 101-102، سورة الفتح: آية11، سورة الحجرات آية 14. وانظر: تفسير الطبري 14/ 416-419، 429-434 "دار المعارف -1958"، 26/ 140-141 "الحلبي 1954"، تفسير الطبري 26/ 98-99، تفسير الكشاف 3/ 570-571، تفسير ابن كثير 7/ 367-368، تفسير القاسمي 15/ 5470-5471. [3] عمر فروخ: تاريخ الجاهلية ص41، وانظر: نهاية الأرب 1/ 12-15. [4] انظر: سورة يوسف: آية 2، والرعد: آية37، والنحل: آية103، وطه: آية113، والزمر: آية28، وفصلت: آية3، والشورى، آية7، والزخرف: آية3، والأحقاف: آية 12. [5] سورة فصلت: آية44، وانظر: تفسير الطبري 24/ 26-129، تفسير البيضاوي 2/ 350، تفسير القرطبي 15/ 368-370.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 133