responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 138
وهناك تقسيم ثالث يعتمد في الدرجة الأولى على النسب، فهم قحطانية في اليمن، وعدنانية في الحجاز[1]، على أن "ابن خلدون" إنما ينحو نحوًا آخر، يقسم به العرب -طبقًا للتسلسل التاريخي- إلى طبقات أربعة، فهم عرب عاربة قد بادت، ثم مستعربة، وهم القحطانيون، ثم العرب التابعة لهم من عدنان والأوس والخزرج، ثم الغساسنة والمناذرة، وأخيرًا العرب المستعجمة وهم الذين دخلوا في نفوذ الدولة الإسلامية[2].
هذه هي التقسيمات التي رأى الأخباريون تقسيم العرب إليها -من ناحية القدم والتقدم في العربية- وهي تقسيمات يلاحظ عليها "أولًا" أنها لا ترجع إلى أيام العرب القدامى أنفسهم، وإنما إلى العصور الإسلامية، فليس هناك نص واحد يذكر هذه التقسيمات ويرجع في تأريخه إلى ما قبل الإسلام، حتى يمكن القول أنها من وضع العرب القدامى أنفسهم، ثم هي "ثانيًا" عربية صرفة؛ وذلك لأن المصادر اليهودية، وكذا المصادر اليونانية واللاتينية والسريانية، لم تتعرض لمثل هذه التقسيمات[3].
والرأي عندي أن هذه التقسيمات غير مقبولة، ومتعسفة كذلك، وذلك لأسباب منها "أولًا" أن القرآن الكريم لم يفرق بين العرب القحطانية والعدنانية، وإنما رفع العرب جميعًا إلى أب واحد، هو إبراهيم الخليل، عليه السلام، يقول سبحانه وتعالى: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [4]، ومنها "ثانيًا" ما روي عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ

[1] طه حسين: في الأدب الجاهلي، القاهرة 1933 ص79.
[2] عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص83، تاريخ ابن خلدون 2/ 28 "بيروت 1965".
[3] جواد علي 1/ 295.
[4] سورة الحج: آية 78، وانظر تفسير البيضاوي 2/ 100-101 تفسير الطبري 17/ 205-209، تفسير القرطبي 12/ 99-101، تفسير التبيان 7/ 304-306 "للشيخ الطوسي"، تفسير القاسمي 12/ 4384-4385، تفسير روح المعاني 17/ 209-213، الدر المنثور في التفسير بالمأثور 4/ 371-373، تفسير الخازن 5/ 24-25، تفسير البغوي 5/ 24-25 "نسخة على هامش الخازن"، تفسير ابن كثير 4/ 667-669، تفسيرالبحر المحيط 6/ 390-392، تفسير النسفي" 3م 292-293، تفسير المراغي 6/ 147-150، الجواهر في تفسير القرآن الكريم 11/ 40 وما بعدها، في ظلال القرآن 17/ 123-125، تفسير مجمع البيان 17/ 131-132.
وانظر كذلك أبياتا من قصيدة لجرير بن عطية التميمي يقول فيها:
أبونا خليل الله لا تنكرونه ... فأكرم بإبراهيم جدا ومفخرا
أبونا خليل الله والله ربنا ... رضينا بما أعطى الإله وقدرا
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست