نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 167
بهذا الدين، وغير مؤمن بهؤلاء الأنبياء، إلا أن يكون مؤرخونا -يرحمهم الله- يرددون نظريات التوراة، التي سبق أن أشرنا إليها، والله وحده يعلم إن كانوا يعلمون ذلك أو لا يعلمون.
ومنها "خامسًا" أن القصة تذكر أن مولد "معد بن عدنان" جاء في وقت بدأ فيه بنو إسرائيل يقتلون أنبياءهم، وكان آخر من قتلوا منهم "يحيى بن زكريا" عليهما السلام، ومن ثم فقد سلط الله نبوخذ نصر على العرب واليهود سواء بسواء.
وسؤال البداهة الآن: كيف اتفقت هذه الأحداث جميعًا في زمن واحد؟ والمعروف تاريخيًّا أن "نبوخذ نصر" إنما كان يحكم في الفترة من "605-562ق. م"، فهل كان "معد بن عدنان" يعيش في هذه الفترة؟، وهل استشهد سيدنا يحيى عليه السلام فيها كذلك؟
إن الجواب على ذلك جد صعب، بالنسبة إلى "معد بن عدنان"، ومع ذلك فلو أخذنا برأي من يعتبرونهم الأئمة في نسب معد بن عدنان -كما يقول ابن كثير- لوجدنا أن بينه وبين جده إسماعيل بن إبراهيم، عليهما السلام، سبعة أجيال، فهو "ابن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب بن يشجب بن نابت بن إسماعيل"[1]، بل إن هناك من يرى أنها أربعة أو خمسة أجيال، إذ يرون أن معد هذا، إنما هو "ابن أدد بن زيد بن يرى بن أعراق الثرى" وأما "يرى" فهو "نبت" أو نبايوت، وأما أعراق الثرى فهو إسماعيل بن إبراهيم، عليهما السلام[2].
وأننا لو أخذنا حتى بالاتجاه الأول، وافترضنا أن ما بين الجيل والجيل نصف قرن -وليس ربع قرن كما هو المعروف- لكانت الفترة بين عدنان وإسماعيل ثلاثة قرون ونصف -أو حتى أربعة قرون- وإذا ما تذكرنا أن إبراهيم الخليل كان يعيش في الفترة "حوالي 1940-1765ق. م" وإسماعيل في الفترة "حوالي 1854-1717ق. م" فإن معد بن عدنان كان يعيش إذن في الفترة ما بين القرنين الخامس عشر والثالث عشر قبل الميلاد، وليس في القرن السادس قبل الميلاد، ثم ما هذا الخليط الغريب من الأسماء العربية واليهودية في نسب "معد" هذا؟. [1] ابن كثير 1/ 193-8-1، تاريخ الطبري 2/ 2720275، ابن خلدون 2/ 298. ثم انظر: مروج الذهب 2/ 266-267، سيرة ابن هشام 1/ 10 "طبعة مكتبة الجمهورية بمصر" القلقشندي: نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، بغداد 1958 ص24-25، 326-327. [2] تاريخ الطبري 2/ 275، ابن خلدون 2/ 298، نهاية الأرب للقلقشندي ص326.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 167