نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 262
هذا، ويرى "ألبرت جام" أن حكم "كرب إيل وتار يهنعم" إنما كان في الفترة "130-115ق. م" أو في الفترة "115-100ق. م"، ومن ثم فإن حكم "وهب إيل يحز" وحكم ابنيه "أنمار يهأمن" و"كرب إيل وتار يهنعم" قد امتد فيما بين عامي 160، 115ق. م، أو "160-100ق. م"[1].
بقيت كلمة أخيرة تتصل بمدينة "مأرب" عاصمة الدولة في هذه الفترة، وهي نفس المدينة التي جاءت في الآداب اليونانية والرومانية تحت اسم "ماريوبا" أو "مريابا2 "Mariaba"، ويرى البعض أن لفظة "مأرب" مأخوذة من "يارب" و"يرب" اللتين وردتا في التوراة، أو أنها آرامية الأصل مركبة من كلمتين "ماء"راب"، أي الماء الكثير أو السيل الكبير[3]، وقد توهم "ياقوت" -وتابعه كثيرون- أن سبأ هي مأرب، على أن الصحيح غير ذلك، فسبأ اسم البلاد والأمة، ولم تكن بلدًا أبدًا، كما توهموا أنها اسم لقصر كان للأزد باليمن، أو أنها اسم لكل ملك كان يلي سبأ، كما أن "تبعًا" اسم لكل من ولي اليمن والشحر وحضرموت[4].
وتقع مأرب على مبعدة مائة كيلو متر على الشرق من صنعاء الحالية، وعلى ارتفاع 3900 قدم فوق سطح البحر، وتقوم بلدة مأرب الحالية فوق جزء مرتفع من كوم أثري كبير هو خرائب المدينة ذات الشهرة الذائعة الصيت في التاريخ، وقد قدم لنا "جوزيف توما أرنو" رسمًا تخطيطيًّا للمدينة القديمة، وذكر أنها مستديرة وبها ثمانية أبواب، إلا أن وصف "أرنو" إنما يحتاج إلى تعديل، فالمدينة مستطيلة -وليست دائرية- وأركانها مستديرة، وربما لم يكن في أسوراها إلا أربعة أبواب فقط، بوابة في وسط كل سور[5].
على أن هناك من يرى أن مأرب -شأنها في ذلك شأن صرواح- إنما كانت في الأصل مدينة ذات بابين فقط[6]، ويبدو أن هناك أماكن كثيرة مكسورة في [1] A. Jamme, Op. Cit., P.390
2 Pliny, Ii, P.467 [3] جرجي زيدان: المرجع السابق ص148. [4] انظر ياقوت 3/ 181، 5/ 34-38، وكذا P.K. Hitti, Op. Cit., P.54 [5] أحمد فخري: المرجع السابق ص165-166، وكذا Ja, Iii, 1874, P.11 [6] H.Von Wissman And M. Hofner, Op. Cit., P.27
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 262