responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 363
أو تجارة أو مشورة أو نكاح، فما كان لرجل ولا لامرأة أن يتزوج إلا فيها، وما كان لفتاة من قريش أن لا تدرع إلا فيها، ومن ثم فقد كان على صاحب الدار أن يشق درعها بيده، وكان القوم يفعلون ذلك ببناتهم إذا بلغن الحلم، وربما كان الغرض من ذلك التعريف بالبالغين من قريش -ذكورا كانوا أم إناثا- وأما أعضاء دار الندوة هذه، فكانوا جميع ولد قصي، وبعضا من غيرهم، على شريطة أن يكون الواحد منهم قد بلغ الأربعين من عمره، أو كان من ذوي القدرات الخاصة[1]، وهكذا كانت دار الندوة بمثابة دار مشورة ودار حكومة في آن واحد، يديرها الملأ من القوم -الذين كانوا يشبهون إلى حد ما أعضاء مجلس الشيوخ الآثيني[2]- ويتكونون من رؤساء العشائر وأصحاب الرأي والحكمة فيهم، للنظر فيما يعترض القوم من صعاب[3].
وكان قصي شديد العناية بعمارة البيت الحرام، الذي يزعم البعض أنه أعاد بناءه، ومن ثم فهو أول من جدد بناء الكعبة من قريش، ثم سقفها بخشب الدوم وجريد النخل، كما كان أول من أظهر الحجر الأسود بعد أن دفنته "إياد" في جبال مكة، ثم أوكل أمره من بعده إلى جماعة من قريش، حتى أعاد القوم بناء الكعبة في عام 606م "35ق. م" فوضعوه في ركن البيت بإزاء باب الكعبة في آخر الركن الشرقي، ويحدثنا التاريخ أن القوم كادوا يقتتلون على من يحوز شرف إعادة الحجر الأسود إلى مكانه، لولا حكمة سيد الأولين والآخرين -محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- وذلك بأن وضع الحجر في ثوب، ثم أمر بأن تأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم رفعوه جميعًا، فلما بلغوا موضعه، وضعه بيده الشريفة، ثم بنى عليه[4].

[1] عبد الحميد العبادي: المرجع السابق ص8-9، الأغاني 4/ 384، الألوسي 1/ 248، ابن هشام 1/ 134-136 "مكتبة الجمهورية بمصر"، ابن سعد 1/ 39-40 المقدسي 4/ 127، الأزرقي 1/ 207-109، ياقوت 5/ 186-187، تاريخ الطبري 2/ 257-259، تاريخ اليعقوبي 1/ 240، تاريخ ابن خلدون 2/ 235، أنساب العرب للبلاذري 1/ 52، نهاية الأرب للقلقشندي ص4300، شفاء الغرام 2/ 86-87، الاشتقاق 1/ 155، تاريخ مكة ص45، حياة محمد ص111، أحمد إبراهيم: المرجع السابق ص115، P.K. Hitti, Op. Cit., P.104
[2] W.M. Watt, Op. Cit., P.9
[3] جواد علي 4/ 47، وكذا De Lacy O'leary, Op. Cit., P.183
[4] مروج الذهب 2/ 272-273، مدخل إلى القرآن الكريم ص25-26، تاريخ الطبري 2/ 288-290، ابن كثير 2/ 299-304، ابن الأثير 2/ 44-45، ياقوت 4/ 4366، ابن هشام 1/ 199-2-، الأزرقي 1/ 157-164، تاريخ الخميس ص1260131، المقدسي 1/ 140، ابن سعد 1/ 93-95، تفسير القرطبي 2/ 122-123 هيكل: حياة محمد ص141-142.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران    جلد : 1  صفحه : 363
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست