نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 380
الحرمة وولاة البيت وقاطنو مكة وساكنوها، فليس لأحد من العرب مثل حقنا، ولا تعرف له العرب مثل ما تعرف لنا"[1].
وكانوا إذا بلغت الفتاة سن الزواج ألبسوها ما يزينها وخرجوا بها سافرة إلى المطاف ثم أعادوها إلى بيتها لتبقى حبيسة فيه لا تخرج إلا إلى بيت من تزوجها، وهم يريدون بطوافها ذلك عرضها سافرة على أعين الخاطبين، ولعلهم اختاروا المطاف، ليأمنوا في جوار البيت نظرات الفاسقين، هذا وقد كان الحمس يختنون أولادهم ويغتسلون من الجنابة، وقد تباعدوا في المناكح من البنت وبنت البنت والأخت وبنت الأخت، كما كانوا يتزوجون بالصداق والشهود ويطلقون ثلاثا، وإذا ما تزوجت امرأة منهم بغريب عنهم، اشترطوا أن يكون أبناؤهم منهم.
هذا وقد جعل الحمس لأنفسهم علامة، وهي ألا يعظم الأحمس شيئًا من الحل، أي الأرض التي وراء الحرم، كما يعظم الحرم وقالوا: "إن فعلتم ذلك استخفت العرب بحرمكم"، ولذا فقد تركوا الوقوف بعرفة -لأنه خارج الحرم- والإفاضة منها، مع إقرارهم بأنها من المشاعر والحج ودين إبراهيم، ويرون لسائر العرب أن يقفوا عليها، وأن يفيضوا منها، وأما هم فقد جعلوا موقفهم في طرف الحرم من "نمرة" يقفون به عشية "عرفة"، ويظلون به يوم عرفة في الإراك من نمرة، ويفيضون منه إلى "المزدلفة"، فإذا عممت الشمس رءوس الجبال دفعوا، وكانوا يقولون: "نحن قطين الله، فأظهروا بذلك تعصبهم لبقعة من الأرض وترفعوا أن يخرجوا عنها، ولو كان في خروجهم إتمام لمشاعر الحج[2]، وبقي الأمر كذلك حتى بعث الله محمدا [1] تفسير الطبري 4/ 188، ابن هشام 1/ 201، الأزرقي 1/ 176، محمد الخضري 1/ 56-57، أحمد السباعي: تاريخ مكة ص35. [2] تفسير الطبري 4/ 184-191 "دار المعارف"، صحيح البخاري 2/ 163، 3/ 411-413، 8/ 139، صحيح مسلم 1/ 348، ابن كثير 1/ 233، 293، ابن هشام 1/ 201-202، العقد الثمين 1/ 141، نهاية الأرب 1/ 244، المقدسي 4/ 32، تفسير القرطبي 2/ 427-428، الأزرقي 1/ 176-180، تاريخ اليعقوبي 1/ 156، تاريخ مكة ص34-35، محمد الخضري 1/ 57، جواد علي 6/ 362، أحمد إبراهيم الشريف: المرجع السابق ص188، وكذا-
EI, II, P.335
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 380