نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 432
وسار بها إلى مكة فطاف بها حول البيت، ثم أنزلها حول الطائف[1] ... إلى غير ذلك من أساطير لا تقدم نفعًا، ولا تفيد علمًا.
هذا وهناك من يزعم أن أول من سكن الطائف إنما هم العماليق، ثم غلبهم عليها بنو عدوان من قيس ين عيلان، ثم بنو عامر بن صعصعة، ثم أخذتها منهم ثقيف[2]، ورغم آخرون أن الذين سكنوا الطائف بعد العماليق، إنما هم قوم ثمود قبل ارتحالهم إلى وادي القرى، ومن ثم فقد ربط أصحاب هذه الرواية نسب ثقيف بالثموديين الذين نسبوهم إلى جد أعلى هو "قسي بن منبه"، الذي يجعله بعضهم من "إياد" بينما يجعله البعض الآخر من "هوزان"[3].
وأما أهم معبودات الطائف في الجاهلية، فقد كانت "اللات"- الأمر الذي سوف نناقشه في كتابنا عن "الحضارة العربية القديمة"- وقد هدمها "المغيرة بن شعبة" بعد أن اعتنق أهل الطائف الإسلام، وأعطى أموالها وحليها لأبي سفيان بن حرب[4]، ويختلف أهل الطائف عن أهل مكة وعن الأعراب، من حيث ميلهم إلى الزراعة والاشتغال بها، وعنايتهم بغرس الأشجار المثمرة التي كانوا دائمي السعي إلى تحسين أنواعها وجلب أنواع جديدة منها، كما كان لهم خبرة ومهارة بالأمور العسكرية، الأمر الذي ظهر واضحًا إبان محاصرة الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لمدينتهم وتحصنهم بسورها، هذا إلى جانب ميل إلى الحرف اليدوية كالدباغة والنجارة والحدادة، وهي أمور مستهجنة في نظر العربي[5]. [1] ياقوت 4/ 9، 12، البكري 3/ 886، تاج العروس 1/ 184، المقدسي 2/ 109، تقويم البلدان 3/ 499، وما بعدها. [2] المعارف ص91، تاج العروس 2/ 110، اللسان 2/ 397. [3] الأغاني 4/ 74، أنساب الأشراف ص25، الاشتقاق ص183، ياقوت 3/ 9-11، ابن خلدون 2/ 24، نهاية الأرب للقلقشندي ص198، 200، وكذا
Ei, 4, P.734. وكذا J.A. Montgomery, Op. Cit., P.137 [4] ياقوت 4/ 11-12، تاريخ الطبري 3/ 96-100، ابن الأثير 2/ 283-284. [5] ابن سعد 1/ 312، أنساب الأشراف 1/ 366، تاريخ الطبري 3/ 82-85، ابن الأثير 2/ 266 268، ابن كثير 4/ 345-352، ابن خلدون 2/ 50-51، السيرة الحلبية 3/ 131.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 432