نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 445
ومنها "رابعًا" أن أسماء ملوكهم -كالحارث وعبادة ومالك وجميلة- أسماء عربية، وليس من شك في أن للأعلام دخل كبير في بيان أصول الأمم[1]، ومنها "خامسًا" أن الكتاب القدامى من الأغارقة والرومان- وكذا المؤرخ اليهودي يوسف ابن متى- إنما يطلقون على النبط كلمة "العرب"، وعلى أرضهم لفظ "العربية الحجرية" "[2]Arabia Petraea"، ومنها "سادسًا" أن لغتهم الأصلية إنما كانت العربية، وأنهم لم يستعملوا اللغة والكتابة الآرامية إلا في النقوش[3].
وهكذا يتجه كثير من العلماء إلى أن الموطن الأصلي للأنباط، إنما هو بلاد العرب -سواء أكان ذلك في الوسط أو في الجنوب- ومن ثم فإن فريقًا من الباحثين يذهب إلى أنهم قد نزحوا من البوادي إلى أعالي الحجاز، حيث استقروا هناك واشتغلوا بالزراعة والتجارة والإشراف على القوافل التجارية، بينما ذهب فريق آخر إلى أنهم من العربية الجنوبية، ومن ثم فقد كان هذا سببًا في احترافهم للحرف المألوفة في بلاد العرب الجنوبية منذ العهود القديمة[4].
ويرى الدكتور جواد علي أن الأنباط عرب، بل هم أقرب إلى قريش وإلى القبائل الحجازية التي أدركت الإسلام، من العرب الجنوبيين؛ ذلك لأنهم إنما يشاركون قريشًا في كثير من الأسماء، مثل حبيب وسعيد والحارث وقصي وعمرو ومسعود، وفي كثير من عبادة الأصنام كاللات والعزى ومناة -كما أشرنا آنفًا- ولأن خط النبط قريب من خط كتبة الوحي، ولأنهم يتكلمون لهجة قريبة من العربية، بل إن كثيرًا من الكلمات العربية المدونة بالأرامية، من نوع عربية القرآن الكريم[5]، ثم هناك ما جاء في التوراة[6] من أن "نبايوت" -وهو نابت عند [1] فيليب حتى: المرجع السابق ص81. [2] جواد علي 2/ 9. [3] بلاشير: تاريخ الأدب العربي -العصر الجاهلي- بيروت 1956 ص55056.
وكذا R. Dussaud, Les Arabes En Syrie Avant L'islam, Paris, 1907
وكذا E. Dhorme, Op. Cit., P.34
وكذا A. Kammerer, Petra Et La Nabatene, Paris, 1929, P.27 [4] جواد علي 3/ 10. [5] جواد علي 3/ 14، يحيى نامي: أصل الخط العربي وتاريخ تطوره إلى ما قبل الإسلام ص7
وكذا G.A. Cooke, Op. Cit., P.18
وكذا E. Littmann, Nabataen Inscriptions From The Southern Hauran, P.17, 24. [6] تكوين 25: 3، أخبار أيام أول 1: 29.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 445