نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 488
جيش "مكريانوس" غير أن أذينة لم يكتف بكل هذا، فلقب نفسه بلقب "ملك الملوك" تقليدا لملك الفرس، كما أمر بأن تنقش صورته بجوار صورة الإمبراطور الروماني على النقود التي أخذت غنيمة من الفرس، أضف إلى ذلك أن مجلس الشيوخ الروماني قد منحه لقب "أغسطس"، وهكذا صار أذينة مساويا لإمبراطور روما نفسها[1].
وفي عام 265م، اتجه أذينة، أو ملك الملوك، إلى محاربة الفرس من جديد، ربما لأنه لم ينس إهانة "سابور" له، يوم مزق رسالته أما رسله، وربما رغبة منه في التودد إلى الرومان، ونيل الحظوة عند "جالينو"، وأيأ ما كان السبب فإننا نرى أذينة يترك ولده البكر من زوجته الأولى، ويدعى "سيبتميوس هيرودوس" نائبا عنه في تدمر، ثم يخرج على رأسه جيشه إلى "طيسفون"، فيضرب الحصار عليها، ويضطر "سابور" إلى أن يظهر استعداده لعقد محالفة مع أذينة، إلا أن الأخير طلب فك أسر "فاليران، وهو شرط في نظر الفرس جد عظيم، ومن ثم فقد أوقفت المفاوضات بين الطرفين[2].
وهنا يتغير الموقف -للمرة الثانية- في مصلحة الفرس، إذ يعبر "القوط" البحر الأسود، منتهزين فرصة غياب أذينة عن آسيا الصغرى والشام، وينزلوا بميناء "هرقلية" ويتجهوا نحو "قبادوقيا"، ومن ثم فإن أذينة سرعان ما يضطر إلى رفع الحصار عن مدينة الفرس، والعودة لقتال الغزاة الجدد، إلا أن القوط سرعان ما علموا بعودة أذينة، فعادوا إلى مياء هرقلية، ثم أبحروا منها عائدين إلى بلادهم[3].
وهنا، وفي هذه اللحظات التي وصل فيها أذينة إلى ذروة مجده، وبينما كان يجهز لجولة أخيرة مع الفرس، يفتح فيها "طيسفون"، يذهب البطل العربي- وكذا ولده هيرودوس- ضحية الغدر والخيانة في أحوال غامضة في عام 266م "أو 267م"، يلعب فيها ابن ماجه "معنى بن خيران" الدول الأول، وإن كان الروم [1] Eb, 17, P.162. وكذا E. Gibbon, Op. Cit., P.241
وكذا Cah, 12, P.1745 وكذا F. Altheim And R. Stiehl, Op. Cit., P.253
وكذا P.K. Hitti, Op. Cit., P.75. وكذا Syria, Xviii, 1937, P.2 [2] جواد علي 3/ 98. [3] جواد علي 3/ 98-99، المشرق، السنة الأولى، الجزء15، عام 1898م ص691.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 488