نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 51
يظنون أنهم مؤسسوها، بما يشبه قول يهود، فمثلا "مصر" إنما بناها "مصرايم" وآشور بناها أشور، ومن هذا القبيل كذلك قولهم "يعرب" لمن تكلم بالعربية، وأن "سبأ" إنما سميت كذلك لتفرقها أو لكثرة السبي، وهكذا[1].
وهناك "ثالثًا" اختلاف الإخباريين في الأنساب، حتى أنهم لم يتفقوا إلا في القليل من أسماء الملوك والأمراء، وإن كان الأمر جد مختلف بالنسبة إلى قريش، وهناك "رابعًا" أن العرب كانت تتصرف في الأسماء غير العربية، بتبديل حروفها وتغييرها، ومن ذلك اختلافهم في ذي القرنين بين أن يكون "الصعب بن مداثر" من ملوك اليمن، أو أن يكون الإسكندر المقدوني[2]، وقريب من هذا ما فعلوه بملوك مصر على أيام الفراعين، فملك مصر على أيام يوسف، عليه السلام، إنما هو "الريان بن الوليد بن الهروان بن أراشه بن فاران بن عمرو بن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح" وأن فرعون موسى عليه السلام، إنما هو "قابوس بن مصعب بن معاوية" صاحب يوسف الثاني، وكانت إمرأته "آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد" فرعون يوسف الأول، وأنها من بني إسرائيل على ما يرى بعض الرواة[3].
ولست أدري -علم الله- من أين جاء المؤرخون الإسلاميون بهذه الأخبار، والتوراة -على فرض أنهم نقلوها عن يهود- لم تذكر هذه الأسماء أبدًا، والأمر كذلك بالنسبة إلى القرآن الكريم، فضلا عن أن الفراعين المصريين -كما نعرف [1] المسعودي: مروج الذهب 1/ 149-150، 260-261، جرجي زيدان: العرب قبل الإسلام ص15. [2] جرجي زيدان، المرجع السابق ص18، ثم قارن: ملوك حمير وأقيال اليمن ص114 "المطبعة السلفية، القاهرة 378هـ". [3] عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم ابن الأثير، الكامل في التاريخ، الجزء الأول، بيروت 1965 ص145، 169، تفسير القرطبي ص3427 "طبعة دار الشعب"، محمد رشيد رضا، تفسير سورة يوسف، ص68، الطبري،: تاريخ الرسل والملوك "1/ 335، 336، 342، 363، ابن كثير: البداية والنهاية 1/ 239، تاريخ ابن خلدون 1/ 75-76، مروج الذهب 1/ 61، سعد زغلول: المرجع السابق ص104.
ثم انظر عن ملوك مصر الفرعونية -طبقًا للروايات العربية- كتاب الاستبصار في عجائب الأمصار، تحقيق الدكتور سعد زغلول "ط جامعة الإسكندرية 1958"، مروج الذهب "1/ 396-399، ابن خلدون 2/ 74076، سعد زغلول عبد الحميد: في تاريخ العرب قبل الإسلام ص101-106.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 51