نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 513
وجاء بعد الحارث ولده المنذر "569-581م، أو 570-582م"[1]، وهو المعروف بـ "Aiamoundaroes" عند اليونان والسريان، وبالمنذر الأكبر عند "حمزة الأصفهاني"[2]، وقد نهج نهج أبيه في معاداة اللخميين أتباع الفرس، وإن كان أكبر الظن أن ملك الحيرة "قابوس بن هند" هوالبادئ بالحرب، وهكذا دارت رحى الحرب بين الفريقين عند "عين أباغ" في مايو من عام 570م، كتب النصر فيها للمنذر الغساني، ولقي اللخميون هزيمة نكراء[3].
وما أن يمضي حين من الدهر، حتى تبدأ العلاقات بين الروم وآل جفنة تتلبد بالغيوم، ربما بسبب الخلافات المذهبية بين الفريقين وتعصب المنذر الغساني للمذهب المونوفيزي، بل إن هناك من يذهب إلى أن المنذر قد عقد مجمعا كنسيا أعلن فيه هرطقة القائلين بالتثليث، وعلى رأسهم الإمبراطور نفسه، وربما لأن سياسية المنذر كانت هي السبب في استيلاء الفرس على "[4]Rhomaye".
وأيا ما كان السبب فإن الإمبراطور "جستين الثاني" "565-578م"، بدأ يرتاب في ولاء المنذر السياسي، ومن ثم فقد قرر التخلص منه عن طريق البطريق "مرقيانوس"، إلا أن المنذر -على ما يبدو- لم يكن غافلا عما يدور حوله، أو أن حامل الرسالة إلى "مرقيانوس" قد أخطأ صاحبها، فسلمها إلى المنذر بدلا من البطريق، وهكذا قر المنذر إلى البادية، وتحصن بها، بل إن هناك من يذهب إلى أنه قد انتهز الفرصة، فصالح أعداءه التقليديين "ملوك الحيرة"، وقد أدى هذا الوضع الجديد إلى أن يشن قابوس بمفرده -أو بالاشتراك مع المنذر- الغارات على سورية، وأن يعيث فيها فسادًا[5]. [1] نولدكه: المرجع السابق ص25، جواد علي 3/ 412
وكذا F. ALTHEIM AND E. STIEHL, OP. CIT., I, P.10 [2] حمزة الأصفهاني: تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء ص68
وكذا PRCOPIUS, BK, I, CH.17, 47 [3] نولدكه: المرجع السابق ص27، تاريخ ابن خلدون 2/ 281، محمد الخضري: المرجع السابق ص35، قارن: ابن الأثير 1/ 540-541، أبو الفداء 1/ 97، جواد علي 3/ 413.
وكذا PROVINCIA ARABIA, III, P.355 وكذا P.K. HITTI, OP. CIT., P.79 [4] عبد اللطيف الطيباوي: المرجع السابق ص15، فيليب حتى: المرجع السابق ص449. [5] نولدكه: المرجع السابق ص26، ريجيس بلاشير: المرجع السابق ص60، فيليب حتى: المرجع السابق ص449، جواد علي 3/ 413-414، سعد زغلول: المرجع السابق ص210
وكذا PROVINCIA ARABIA, II, P.174
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 513