نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 7
إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [1]، ويقول: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى، أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى، تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [2]، هذا فضلا عن أن القرآن الكريم إنما يشير إلى أن ملكة سبأ وقومها، إنما كانوا {يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ} [3].
هذا إلى جانب ذكر القرآن لحياة العرب في الجاهلية ومثلهم، وما كانوا يقومون به -ولو شرًّا باطلا- فضلا عما في كتب التفسير والحديث والسير والأخبار، من أوصاف لبعض أصنام الجاهلية وهيآتها وشكل محجاتها وأوقات الحج إليها[4]، ثم ألم يتعرض الإسلام إلى عرف العرب وتقاليدهم في الجاهلية، فأقرَّ بعضًا، وأنكر بعضًا، وعدل بعضًا[5].
ثم ألم يكن للصديق -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَأَرْضَاهُ- علمٌ بأنساب كل قبيلة، ومحامد السابقين منها ومسالبهم، ولا سيما قريش ومن جاورها، ولهذا كانوا يقولون كلما سمعوا أبياتًا من الشعراء المسلمين يردون بها الهجاء على المشركين "هذا تلقين ابن أبي قحافة"، لأنه كان في هذا العلم بين قريش عامة بغير نظير.
ثم ألم يكن الفاروق -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه وَأَرْضَاهُ- من العالمين بالشعر، والحافظين له، البصيرين به، ثم أليس عمرُ هو القائل "عليكم بديوانكم لا تضلوا، قالوا: وما ديواننا، قال: شعر الجاهلية، فإن فيه تفسير كتابكم، ومعاني كلامكم6". [1] سورة فصلت: آية 37، وانظر: تفسير روح المعاني 2/ 125-126، تفسير النسفي 4/ 33-34، تفسير ابن كثير 6/ 178-179، تفسير أبي السعود 4/ 282، تفسير القرطبي 15/ 363-365، الكشاف 3/ 454، الدر المنثور في التفسير بالمأثور 5/ 295-296، تفسير البيضاوي 2/ 349، تفسير الطبري 24/ 23-26، تفسير الطبري 24/ 121، في ظلال القرآن 23/ 3004-3012. [2] سورة النجم: آية 19-22 وانظر: تفسير البيضاوي 2/ 430، تفسير الطبري 27/ 58-62، تفسير الطبري 27/ 44-51، تفسير روح المعاني 27/ 54-58. [3] انظر القصة كاملة في سورة النمل: آية 20-44، تفسير الطبري 29/ 143-170، تفسير القرطبي 13/ 176-213، الكشاف 3/ 143-151، تفسير روح المعاني 19/ 182-210، تفسير الطبرسي 19/ 208-230، تفسير ابن كثير 3/ 360-366، في ظلال القرآن 19/ 2631-2643، تفسير أبي السعود 4/ 127-134، تاريخ الطبري 1/ 489-495، ابن الأثير 1/ 234-238، ابن كثير 2/ 18-42. [4] جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، 1/ 114. [5] أحمد أمين: فجر الإسلام ص227 "بيروت 1969".
6 العقد الفريد 6/ 93، الأغاني 8/ 199، ابن قتيبة: الشعر والشعراء 1/ 93، ناصر الدين الأسد: مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية ص152.
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 7