نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 98
[2]- الأنهار والأودية:
لا تستطيع شبه الجزيرة العربية أن تفاخر بوجود نهر واحد دائم الجريان يصب ماؤه في البحر، وليس في نهيراتها الصغيرة ما يصلح للملاحة[1]، ومن ثم فهي تعد من جملة الأرضين التي تقل فيها الأنهار والبحيرات، وفي جملة البلاد التي يغلب عليها الجفاف، ويقل فيها سقوط الأمطار، ومن ثم فقد أصبحت أكثر بقاعها صحراوية قليلة السكان[2].
وقد عوضت عن الأنهار بشبكة من الأودية التي تجري فيها السيول غبّ المطر، وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن كثيرًا من أودية شبه الجزيرة العربية كانت أنهارًا في يوم ما[3]، ويعتمدون في ذلك على أدلة منها "أولًا" وجود ترسبات في هذه الأودية من النوع الذي يتكون عادة في قيعان الأنهار، ومنها "ثانيًا" ما عثر عليه من عاديات وآثار سكن على حافة الأودية، ومنها "ثالثًا" ما جاء في كتابات القدامى من مؤرخي الأغارقة والرومان وجغرافيهم عن وجود أنهار في شبه الجزيرة العربية، فمثلا "هيرودوت" يحدثنا عن نهر أسماه "كورس"، زعم أنه يصب في البحر [1] K. PHILIP. HITTI, HISTORY OF THE ARABS, LONDON, 1960, P.18 [2] جواد علي: المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام -الجزء الأول، بيروت 1968 ص157-158، [3] هذا ومما يؤكد وجود الأنهار قديمًا في بلاد العرب ما رواه مسلم في صحيحه في كتاب الزكاة "باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها"، عن أبي هريرة عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، وحتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدًا يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا " وهكذا يفيد الحديث الشريف أن شبه الجزيرة العربية كانت فيها المروج والأنهار قديمًا.
الشرقي من نجد وفي جنوب شرقي الرياض، وتتكون من الصخور الجوراسية، ويطلق الجغرافيون العرب عليها جبال العارض، وهناك ما يشير إلى صخور أو مواد بركانية قذفتها البراكين إلى هنا[1]. [1] محمود طه أبو العلا: المرجع السابق ص43، 436، البكري 1/ 109-111، ياقوت 1/ 94-95، جواد علي 1/ 157-158، وانظر: الهمداني: صفة جزيرة العرب ص265-166 "طبعة 1974"، تاريخ نجد ص21
وكذا B. MORITZ, OP. CIT., P.6 وكذا P.K. HITTI, OP. CIT., P.15
نام کتاب : دراسات في تاريخ العرب القديم نویسنده : محمد بيومى مهران جلد : 1 صفحه : 98