responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 387
ثوى في الثرى حتى إذا صار رمة ... أعيد إليه جسمه فتلأما
رقى فوق جذع بالهواء معلق ... يحاول منه بالنجوم تحوُّما
تبارك من أبداه للخلق سامغاً ... وبوّأ منه النفس قعر جهنما (1)
وأمر عبد الرحمن، فعمرت سائر مساجد ببشتر المهجورة، وهدمت سائر الكنائس والأديار، التي ابتناها الثائر في تلك المنطقة، واستولى عبد الرحمن على سائر معاقلها وحصونها، وطهرها من آثار الثورة الأخيرة [2]. ثم أمر بعد ذلك بالقبض على " أرخنتا " ابنة عمر بن حفصون وإعدامها، لارتدادها عن الإسلام، وتمسكها باعتناق النصرانية، فأعدمت في سنة 931 م، أو في سنة 937 وفقاً لرواية أخرى، ونظمتها الروايات والأساطير النصرانية في سلك القديسين والشهداء [3].
هذا، وقد أصدر الناصر عقب فتح ببشتر واستئمان حفص، كتاباً طويلا ينوه فيه بهدى الإسلام وفضله، وما خصه الله به من خلافته وأمانة عباده، ويشير إلى خروج المارقين، وميل نفوسهم المريضة إلى الشرك، وكيف أنه أصدر أمانة لأهل ببشتر، ثم يقول في خطابه ما يأتى:
" وعهدنا إلى الوزير أحمد بن محمد حدير، بالتقدم إليهم لحضور خروجهم، ومباشرة نزولهم، وإكمال الأمان لهم، وقبض الأيدي عنهم، فنهض إلى ذلك وقصد له، فلما صار بمدينة طلجير، المبتناة على مدينة ببشتر، هبت بالطاغين عنها، فتساربوا خارجين، وتهافتوا ذاهبين، وتعرفوا الذي سبا إلى جوانب شتى، فقصد كل واحد إلى منزعه، وأم مكان طماعيته، ولحق بمداين الطاعة، فصاروا في غمار الرعية، وتمكث خلفهم عميدهم حفص بن عمر طاير الفواد،

(1) ابن حيان - السفر الخامس - لوحة 89 أوب و91 أ. هذا ولم نجد ذكراً لحكم من أبناء عمر بن حفصون إلا في هذه المناسبة، وفي رواية ابن حيان، وفي الأوراق المخطوطة (ص 77).
[2] تراجع تفاصيل المعارك الأخيرة بين عبد الرحمن وأبناء ابن حفصون، وخاتمة هذه المعارك في الأوراق المخطوطة الخاصة بعصر الناصر ص 62 و65 و69 و73 و74 و75 و76 و77 و78. وكذلك في البيان المغرب ج 2 ص 191 و193 و194 و204 و208 و209. وابن خلدون ج 4 ص 135.
[3] Dozy: Hist., Vol.II.p.109. و R.M. Pidal: Origines del Espanol, p. 420
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست