responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 406
عنه إلى قتال النصارى حسبما تقدم [1]. ومن ثم فإنه لما اضطرمت نار الحرب بين ملك ليون وبين الناصر، رأى التجيبيون الفرصة سانحة لتنفيذ مشاريعهم، وكان راميرو ملك ليون بالرغم من ارتباطه بعهد السلم مع الناصر، يرقب الفرصة للنكث واستئناف الحرب ضد المسلمين، فلما استجاش به محمد بن هاشم، رأى الفرصة سانحة، فنكث عن السلم وعقد الحلف المنشود مع محمد بن هاشم التجيبي صاحب سرقسطة، وقريبه مطرِّف بن منذر التجيبي صاحب قلعة أيوب [2]، وتعهد محمد لراميرو أن يعترف بطاعته، نظير معاونته إياه في الخروج على عبد الرحمن الناصر ومحاربته، بل يقال إن هذا الحلف كان قد عقد قبل ذلك سراً، وإن آثاره ظهرت منذ سنة 324 هـ (934 م)، حينما كان الناصر يغزو أراضي ليون، ولم يتقدم بنو هشام لمعاونته، بل بالعكس جاهر محمد بالخروج عليه وخلع طاعته، ثم اعترف بسيادة ليون على سرقسطة وأحوازها، ولما أبى بعض قواد الحصون مجاراته في خيانته، سار إليهم راميرو وأخضعهم، وسلم قلاعهم إلى الزعيم الثائر، ثم عقد محمد وراميرو محالفة مع طوطة ملكة نافار، وغزا البشكنس الأراضي الإسلامية حسبما قدمنا، وبذا تحالف الشمال كله ضد عبد الرحمن.
وتقدم إلينا الرواية الإسلامية، خبر معركة، نشبت في ذلك الوقت في الثغر الأعلى بين المسلمين والنصارى. وذلك أن الفرنج في برشلونة وحلفاءهم في الثغر، حاولوا انتهاز الفرصة، وغزوا الأراضي الإسلامية، فخرج إليهم أحمد بن محمد بن إلياس قائد القوات السلطانية المرابطة في الثغر على مقربة من سرقسطة، ونشبت بين المسلمين والنصارى معركة شديدة على ضفاف نهر إبرُه، فهزم النصارى هزيمة شديدة وقتل وغرق منهم عدد جم. وتضع الرواية الإسلامية تاريخ هذه الموقعة في آخر شوال سنة 324 هـ (سبتمبر 936 م) [3].
وبعث الناصر في نفس الوقت جيشاً كثيفاً إلى الثغر الأعلى بقيادة الوزير عبد الحميد بن بسيل، ليقوم بالتضييق على سرقسطة وبني هاشم، وليدعم

[1] العذري في كتاب ترصيع الأخبار ص 43 و44.
[2] Calatayud وهي تقع جنوب غربي سرقسطة في منتصف الطريق بينها وبين مدينة سالم.
[3] المقتبس - السفر الخامس - لوحة 148 ب و149 أ.
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 406
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست