نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله جلد : 1 صفحه : 415
الكارثة. ولدينا من ذلك روايتان، تمتاز كلتاهما بنوع من الوضوح في تحديد مكان الموقعة وظروفها، هما رواية مؤرخ الأندلس الكبير ابن حيان، ورواية الوزير ابن الخطيب.
أما رواية ابن حيان، وهي التي ينقلها في المقتبس عن عيسى بن أحمد الرازي، فخلاصتها، هو أن الناصر لما عزم على غزو أهل جلِّيقية (مملكة ليون)، جد في الاستعداد والحشد، وبعث كتبه إلى الثغور، واستكثر من الآلات والسلاح، وخرج في حشوده إلى الغزو في يوم الجمعة 22 شعبان سنة 327 هـ الموافق لأول شهر يونيه العجمي (سنة 939 م). وكان الناصر قد سير قبل خروجه الوزير القائد أحمد بن محمد بن أبي عبدة في بعض قواته إلى جهة الغرب احتياطاً على أهله، وحماية لهم أثناء قيامه بالغزو.
ووصل الناصر في قواته إلى طليطلة في يوم 23 رمضان، ثم خرج منها الى أرض العدو (قشتالة) في الخامس من شوال، فعاث فيها أياماً، وألفى النصارى قد أخلوا معظم بلاد هذه المنطقة، وكانت غاصة بالنعم والأقوات، فاستولى المسلمون عليها، ثم تقدموا إلى حصن أشكر، وخربوه وانتسفوا ما حوله. ثم ساروا إلى حصن أطلة، فحصن برتيل، وذلك في يوم 13 شوال.
وكان محمد بن هاشم التجيبي صاحب سرقسطة قد تقدم في قواته، في الوقت نفسه، فعبر نهر شنت مانكش (سيمانقا)، فارتد العدو بقواته وراء النهر, ونشبت بين الفريقين معركة هزم فيها النصارى أولا، ولكنهم عادوا فاجتمعوا وتكاثروا على المسلمين، وسقط محمد بن هاشم عن فرسه خلال القتال فأسر، وهزم المسلمون على باب شنت مانكش هزيمة شديدة، وقتل منهم كثيرون وارتدوا في تراجعهم إلى خندق عميق، وهو الذي تنسب إليه الموقعة، فتردى فيه منهم خلق كثير، فتقدم الناصر مضطراً بقواته، وترك محلته، فملكها العدو في الحال، واحتل الناصر أعلى النهر بقواته، وقد عجز النصارى عن اتباعه، فلبث هناك يومه، وقد ساد الخلل في الجيش، وأيقن الناصر بتمحيص الله للمسلمين، ثم رحل قافلا حتى وصل إلى مدينة وادي الحجارة، ثم سار منها إلى قرطبة.
هذا ملخص ما نقله ابن حيان عن عيسى بن أحمد عن موقعة الخندق، ويزيد ابن حيان على ذلك، أن هذه الوقيعة التي اشتهر حديثها بالأندلس قد نالت
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله جلد : 1 صفحه : 415