responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 423
وكانت قد خربت من جراء غزوات العدو المتكررة. وتوالت غزوات المسلمين لأراضي ليون في الأعوام التالية. وفي أواخر سنة 339 هـ (يناير 950 م)، توفي راميرو الثاني ملك ليون، فثارت الحرب الأهلية بين ولديه أردونيو وسانشو، وانتهز المسلمون هذه الفرصة فعاثوا في أراضي ليون غير مرة، وانتهى الأمر بفوز أردونيو وجلوسه على العرش. ورأى أردونيو أن يعقد الصلح مع الناصر، فأرسل إليه سفيراً يخطب وده، فاستجاب الناصر إلى دعوته، وعقد معه معاهدة صلح تعهد فيها أردونيو بأن يصلح بعض القلاع الواقعة على الحدود، وأن يهدم البعض الآخر (سنة 955 م)، ولكن أخاه سانشو رفض هذه المعاهدة وحال دون تنفيذها. فاضطر الناصر إلى استئناف الحرب، وسير قائده أحمد ابن يَعلى في جيش إلى ليون، فهزم النصارى وعقد الصلح بين الفريقين مرة أخرى، واستمرت بينهما علائق السلم مدى حين.
* * *
ونعود الآن قليلا إلى الوراء لنستعرض بعض الحوادث الداخلية، ومنها بالأخص ما حدث من محن المحل والمجاعة بالأندلس. ففي سنة 317 هـ (929 م)، وقع المحل بالأندلس واحتبس الغيث، واضمحلت الزروع، وعزت الأقوات، وغلت الأسعار على نحو ما حدث في سنة 303 هـ، فأمر الناصر خطيب المسجد الجامع بالحضرة، بالاستسقاء، فبدأ بذلك في خطبة الجمعة التالية، ثم برز بالناس إلى مصلى الربض يوم الإثنين الثامن من شهر صفر (23 مارس)، فلم يسقط الغيث، واستمر المحل والقحط، وجهدت الناس. وخرجت كتب الناصر إلى جميع العمال على الكور بالأمر بالاستسقاء، وكان الكتاب إلى جميع العمال بنفس النص على النحو الآتي:
" بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فإن الله عز وجل، إذا بسط رزقه وأغدق نعمته، وأجزل بركاته، أحب أن يشكر عليها، وإذا رواها وقبضها، أحب أن يسئلها، ويضرع إليه فيها، وهو الرزاق، ذو القوة المتين، والتواب الرحيم، الذي يقبل التوبة من عباده، ويعفو عن السيئات، ويعلم ما تفعلون، وهو الذي يتزل الغيث من بعد ما قنطوا، وينشر رحمته، وهو الولي الحميد، فأوجبت به الرغبة، عز وجهه فيه، والخشوع لعزته، والاستكانة له، والإلحاح في المسئلة

نام کتاب : دولة الإسلام في الأندلس نویسنده : عنان، محمد عبد الله    جلد : 1  صفحه : 423
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست