فليت المطايا كن يممن أرضهم ... ولو بسطت دون الفلاة أروض
لمن رفعت ما بين سلع إلى قبا ... قباب تغشتها المهابة بيض
بها منهل يروي به كل عارف ... وروض لأرباب القلوب أريض
ألا أيها الأعلام من أرض يثرب ... بها زمر الأملاك ليس تجيض
حمى رسول الله أضحى معطر ال ... عراص كأن المسك فيه يميض
نبي أجدّ الدين بعد دروسه ... وسدد سهم الرشد فهو رميض
ولاقى الأذى من قومه فهو صابر ... ومرّ إلى ذات النخيل يُفيض
فحلّ بثور غاره وعداتُه ... بكل سبيل إلى الفلاة تنوض
فعمّى عليه العنكبوت بنسجه ... وظل على الباب الحمام يبيض
أتى بالهدى والناس في سكرة الهوى ... وعندهم الأمر الحميد بغيض
بهم لغط لا يفقهون كأنهم ... لضعف العقول الواهيات بعوض
له في جهاد القوم درع حصينة ... وأجرد مأمون العثار ركوض
وأسمر عسّال وأبيض قاضب ... صقيل وقوس بالسهام مروض
فكم في عراص المعركات لخيله ... صريع بأطراف الرماح دحيض
إلى أن ذوى الطغيان بعد شبابه ... وأصبحج روض الدين وهو غضيض
كريم عظيم المعجزات بجاهه ... نمى الغيث خصباً والزمان عضوض
وأصبح ماء البئر من فضل ريقه الرضا ... نهراً يجري فليس يغيض