أرضي بما يختاره طوعاً ... ولو أضحى بما أرضى به يتسخّط
لم أنسه يوم التقينا بأسما ... والصدر بالأشجان مني ينحط
ففهمت من ذُلي لديه وعزّه ... أن الجمال على القلوب مسلّط
والحسن جند لا يفكّ أسيره ... وقتيله بدم الجوى متشحط
ومبكّر جدّت به عزماته ... نحو العلى فاغذ لا يتثبط
ورفيقه الأدنى الموازر صعدةٌ ... يرمه أو صارم يتأبط
يطوى به شعب السباسب جلعد ... أجُدُ القرى عبل السنام عملّط
مرح يمور ويرتمى في سيره ... مور السحاب مرعد متخمّط
يطفو به آل الضحى فكأنه ... فلك على متن الخضمّ مجلفط
وإذ بدا عند الصباح لعينه ... قصرٌ بذات النخل أبيض أعيط
ورأى القباب البيض دام سناؤها ... وانحلّ عنه سيره المخروط
أرسى بطيبة للإقامة كلكلاً ... فلنعم مرساه ونعم المربط
حلّت مطيته بأشرف منزل ... منه المكارم والتقى يستنبط
فضل البقاع وشادها بمحمد ... فضلاً كبيراً سامياً لا يضبط
هو أفضل الرسل الكرام وأنه ... لخطيبهم وهو الإمام المقسط
هو خير مأمول وأكرم شافع ... يوم القيامة جاره لا يهمط
نصبت عيون الشرك والطغيا به ... وغدا به بحر الهدى يتغطمط