فتزودي ما شئت من حسن ومن ... سوء فذلك كله يلقاك
ويلاه من نصب الصراط ووضعه ... وشهادة الأعضاء والأملاك
قد طال ما وافقت رأيك في الهوى ... وعصيت عقلي طائعاً لرضاكي
ورأيت أعدا صاحب لي ناصحاً ... وأخي الموافق لي على بلواك
فالآن حين مضى الشباب بشرخه ... وأتى المشيب مبادراً ينعاكي
وأبيض من فودي ما لو يفتدى ... لفديته بكرائم الأملاك
أدعوك للأمر الرشيد فتنفري ... بدلت غيرك قبل يوم هلاكي
لا تجعليني قائلاً لك في غد ... كم كنت من هذا البلا أنهاكي
وأرى شقياً من أطاعك جاهلاً ... ولو أهتدى لرشاده لعصاك
فاستغفري بالله العظيم لما مضى ... وعليك فيما فات باستدراك
وذكر ابن المستوفي في تاريخ أربل أن محي الدين المذكور تولى حسبة بغداد وعقد بها مجالس الوعظ وقيل أنه كان يعمل في كل أسبوع قصيدة يمدح بها الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين.
وقال قاضي القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن خلكان رحمه الله تعالى في كتابه الموسوم بوفيات الأعيان حكى لي الوجيه أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن سويد التاجر التكريتي قال كان الشيخ محي الدين أبو المظفر يوسف بن الجوزي رحمه الله قد توجه رسولاً من بغداد إلى الملك العادل بن الكامل بن العادل بن أيوب سلطان مصر في ذلك الوقت وكان أخوه الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل محبوساً في قلعة الكرك يومئذ