responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي نویسنده : العصامي    جلد : 1  صفحه : 323
أَبُو جهل فَتعلق بِهِ وَأَرَادَ أَن يَفْضَحهُ فانتصر لَهُ أَبُو البخْترِي بن هَاشم وَقَالَ خل سَبيله فَأبى أَبُو جهل فَأخذ لَهُ لحي جمل فَضَربهُ بِهِ فَشَجَّهُ ووطئه وطئا شَدِيدا فَلَمَّا مَضَت تِلْكَ الْمدَّة قَامَ أُولَئِكَ النَّفر الْخَمْسَة فِي نقض الصَّحِيفَة وَكَانَ رَأْسهمْ هَاشم بن عَمْرو بن ربيعَة بن الْحَارِث لعزته بِعَمِّهِ لأمه الَّذِي هُوَ أَخُو عبد الْمطلب وَمن ثمَّ كَانَ واصلاً لبني هَاشم فَكَانَ يَأْتِيهم بالبعير عَلَيْهِ الطَّعَام إِلَى فَم الشّعب فيخلع خطامه ويضربه حَتَّى يدْخل فَمشى هِشَام هَذَا إِلَى زُهَيْر بن أُميَّة المَخْزُومِي وَهُوَ ابْن عَاتِكَة ابْنة عبد الْمطلب فَقَالَ لَهُ يَا زُهَيْر أرضيت بِأَن تَأْكُل الطَّعَام وتشرب المَاء وتلبس الثِّيَاب وَتنْكح النِّسَاء وأخوالك حَيْثُ مَا علمت وشدد عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ أبغنا ثَالِثا قَالَ قد وجدت الْمطعم بن عدي قَالَ أبغنا رَابِعا فَذهب إِلَى أبي البخْترِي واستنخاه أَيْضا فَقَالَ وَهل من معِين فَذكر لَهُ أُولَئِكَ فَقَالَ أبغنا خَامِسًا فَذهب إِلَى زَمعَة ابْن الْأسود واستنخاه فَقَالَ هَل من أحد فَذكر لَهُ الْقَوْم فَاجْتمعُوا بالحجون وَأَجْمعُوا على نقضهَا فَقَالَ لَهُم زُهَيْر وَأَنا أول من يتَكَلَّم فَلَمَّا أَصْبحُوا غدوا إِلَى أَنْدِيَتهمْ وَغدا زُهَيْر فَطَافَ سبعا ثمَّ أقبل على النَّاس فَقَالَ يَا أهل مَكَّة إِنَّا نَأْكُل الطَّعَام ونلبس الثِّيَاب وَبَنُو هَاشم هلكي لَا يبايعون وَلَا يبْتَاع مِنْهُم وَالله لَا أقعد حَتَّى تشق هَذِه الصَّحِيفَة الظالمة القاطعة فَقَالَ أَبُو جهل كذبت وَالله مَا تشق فَقَالَ زَمعَة لأبي جهل أَنْت وَالله أكذب مَا رَضِينَا كتَابَتهَا حِين كتبت وَقَالَ أَبُو البخْترِي صدق زَمعَة مَا نرضى مَا كتب فِيهَا وَلَا نقر بِهِ فَقَالَ الْمطعم صدقتما وَكذب من قَالَ غير ذَلِك نبرأ إِلَى الله مِنْهَا وَمِمَّا كتب فِيهَا فَقَالَ أَبُو جهل هَذَا أَمر بَيت بلَيْل اشتور فِيهِ بِغَيْر هَذَا الْمَكَان وَأَبُو طَالب جَالس فَقَامَ الْمطعم إِلَى الصَّحِيفَة ليشقها فَوجدَ الأرضة قد أكلتها إِلَّا بِاسْمِك اللَّهُمَّ ولايعارض ذَلِك إِن رَسُول الله
قبل ذَلِك أخبر أَبَا طَالب أَن الله سلط الأرضة على صحيفَة قُرَيْش فَلم تدع فِيهِ اسْما هُوَ الله إِلَّا أثبتته ومحت مِنْهَا الظُّلم والقطيعة والبهتان فَقَالَ لَهُ أَبُو طَالب أربك أخْبرك بِهَذَا قَالَ نعم فَأخْبرهُم بذلك فَقَالَ يَا معشر قُرَيْش إِن ابْن أخي أَخْبرنِي بِكَذَا وَكَذَا فَهَلُمَّ صحيفتكم فَإِن صدق فَانْتَهوا عَن قطيعتنا وَإِلَّا دَفعته إِلَيْكُم فنظروها فَإِذا هِيَ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة

أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم الْعَذْرَاء البتول فَضرب النَّجَاشِيّ بِيَدِهِ إِلَى الأَرْض فَأخذ مِنْهَا عوداً فَقَالَ مَا عدا عِيسَى بن مَرْيَم مَا تَقولُونَ مثل هَذَا الْعود فنخرت أساقفته نخرة أَي تَكَلَّمت بلغتهم فَقَالَ لَهُم النَّجَاشِيّ وَإِن نخرتم ثمَّ قَالَ للْمُسلمين اذْهَبُوا فَأنْتم سيوم بأرضي والسيوم الآمنون مَا أحب أَن آذَى مِنْكُم رجلا وَإِن لي دبراً من ذهب والدبر بلسانهم الْجَبَل ثمَّ قَالَ ردوا عَلَيْهِمَا هداياهما فَلَا حَاجَة لي بهَا فوَاللَّه مَا أَخذ الله مني رشوة حِين رد عَليّ ملكي وَمَا أطَاع فِي النَّاس فأطعهم فِيهِ فَردُّوا عَلَيْهِمَا هداياهما فعادا خائبين ثمَّ قَالَ مرْحَبًا بكم وبمن جئْتُمْ من عِنْده وَأَنا أشهد أَنه رَسُول الله وَأَنه الَّذِي بشر بِهِ عِيسَى وَلَوْلَا مَا أَنا فِيهِ من الْملك لأتيته حَتَّى أُقبل نَعله ثمَّ دَعَا النَّجَاشِيّ فلَانا القس وَفُلَانًا الراهب فَأَتَاهُ أنَاس مِنْهُم فَقَالَ مَا تَقولُونَ فِي عِيسَى بن مَرْيَم قَالُوا أَنْت أعلم بِمَا نقُول فَقَالَ النَّجَاشِيّ وَأخذ الْعود فَقَالَ مَا تقدم ثمَّ قَالَ للْمُسلمين أيؤذيكم أحد قَالُوا نعم فَأمر منادياً يُنَادي من آذَى وَاحِدًا مِنْهُم فأغرموه أَرْبَعَة دَرَاهِم ثمَّ قَالَ أيكفيكم هَذَا قَالُوا لَا قَالَ فأضعفوها فَلَمَّا هَاجر رَسُول الله
وَخرج إِلَى الْمَدِينَة وَظهر بهَا أَتَاهُ الْمُسلمُونَ فَقَالُوا أَيهَا لملك إِن نَبينَا قد خرج إِلَى الْمَدِينَة فَظهر بهَا وَقتل الَّذين كُنَّا حدثناك عَنْهُم وَقد اردنا الرحيل فزودنا فزودوهم وَحَملهمْ ثمَّ قَالَ يَا جَعْفَر أخبر صَاحبك بِمَا صنعت إِلَيْكُم وَهَذَا صَاحِبي مَعكُمْ وَأَنا أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنه مُحَمَّد رَسُول الله وَقل لَهُ يسْتَغْفر لي قَالَ السُّهيْلي روى أَن وقْعَة بدر حِين انْتهى خَبَرهَا إِلَى النَّجَاشِيّ رَحمَه الله تَعَالَى علم بهَا قبل من عِنْده من الْمُسلمين فَأرْسل إِلَيْهِم فَلَمَّا دخلُوا عَلَيْهِ إِذْ هُوَ قد لبس مسحاً وَقعد على التُّرَاب والرماد فَقَالُوا مَا هَذَا أَيهَا الْملك فَقَالَ إِنَّا نجد فِي الْإِنْجِيل أَن الله سُبْحَانَهُ إِذا أحدث بِعَبْدِهِ نعْمَة وَجب على العَبْد أَن يحدث لله تواضعاً وَإِن الله قد أحدث إِلَيْنَا وإليكم نعْمَة عَظِيمَة وَهُوَ إِن مُحَمَّدًا
بَلغنِي أَنه التقى هُوَ وأعداؤه بواد يُقَال لَهُ بدر كثير الْأَرَاك كنت ارعى الْغنم فِيهِ على سَيِّدي وَهُوَ

نام کتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي نویسنده : العصامي    جلد : 1  صفحه : 323
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست