نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 1 صفحه : 338
لا تنالني شفاعة محمّد [صلى الله عليه وسلم] وإني في آخر يوم من الدّنيا، وأول يوم من الآخرة، إن كنت وضعت يدي عليها لريبة، ثم مات.
وكان أوصى رجلا أن يأتي حيّ بثينة فيعلو شرفا [1] ويصيح بهذين البيتين:
صرخ النّعيّ وما كنى بجميل ... وثوى بمصر ثوى بغير قفول
قومي بثينة فاندبي بعويل ... وابكي خليلا دون كلّ خليل [2]
قال: فخرجت كأنها بدر في دّجنّة [3] تتثنّى في مرطها [4] فقالت: يا هذا إن كنت صادقا فلقد قتلتني، وإن كنت كاذبا فلقد فضحتني، فقلت: والله إني صادق، وأخرجت حلّته فلما رأتها صاحت وصكّت وجهها [5] وغشي عليها ساعة [6] ، واجتمع نساء الحيّ يبكين معها ومن قوله فيها:
وخبّرتماني أنّ تيماء منزل ... لليلى إذا ما الصّيف ألقى المراسيّا
فهذي شهور الصّيف عنّا قد انقضت ... فما للنّوى يرمي بليلى المراميا [7] [1] الشّرف: العلو، والمكان العالي «مختار الصحاح» للرازي ص (335) .
[2] البيتان في «الأغاني» لأبي فرج الأصفهاني (8/ 153) :
«صدع النّعيّ وما كنى بجميل ... وثوى بمصر ثواء غير قفول
قومي بثينة فاندبي بعويل ... وابكي خليلك دون كلّ خليل»
وبين البيتين بيت آخر هو:
«ولقد أجرّ الذّيل في وادي القرى ... نشوان بين مزارع ونخيل» [3] الدّجنّة: من الغيم المطبق تطبيقا: الرّيّان المظلم الذي ليس فيه مطر. «مختار الصحاح» للرازي ص (199) . [4] المرط: واحد المرط، وهي أكسية من صوف أو خزّ كان يؤتزر بها. «مختار الصحاح» للرازي ص (622) . [5] أي ضربته. [6] قال أبو الفرج الأصفهاني في «الأغاني» (8/ 154) : ثم قامت وهي تقول:
«وإنّ سلوي عن جميل لساعة ... من الدّهر ما حانت ولا حان حينها
سواء علينا يا جميل بن معمر ... إذا متّ بأساء الحياة ولينها»
[7] البيتان في «وفيات الأعيان» (1/ 367) بهذا اللفظ، وهما في «ديوانه» ص (224) جمع
نام کتاب : شذرات الذهب في أخبار من ذهب نویسنده : ابن العماد الحنبلي جلد : 1 صفحه : 338