نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 324
ذكر ذرع ما بين كل من هذه المقامات وبين الكعبة:
أما مقام الشافعي: فبينه وبين جدار الكعبة الشرقي تسعة وثلاثون ذراعًا ونصف ذراع بذراع الحديد، وبينه وبين الأسطوانتين المؤخرتين ساباط مقام إبراهيم عليه السلام تسعة أذرع ونصف.
وأما مقام الحنفي: فإن من جدار محرابه إلى وسط جدار الحجر اثنين وثلاثين ذراعا إلا سدس ذراع.
وقد تقدم في الباب السابع عشر في أخبار الحجر مقدار ما بين جدار دائر الحجر من داخله إلى جدار البيت، وعرض جدار الحجر، فأغنى ذلك عن ذكره هنا، ومن جدار محرابه إلى حاشية المطاف: عشرة أذرع ونصف بالعتبة، وعرض العتبة نصف ذراع وقيراطان.
وأما مقام المالكي: فإن من جدار محرابه إلى وسط جدار الكعبة على الاستواء: سبعة وثلاثين ذراعا وثلثا ذراع، ومن جدار المحراب إلى حاشية المطاف بالعتبة عشرة أذرع وثلث.
وأما مقام الحنبلي فإن من جدار محرابه إلى الحجر الأسود: ثمانية وعشرين ذراعا إلا ثلثا بعتبة الحاشية، والذراع المحرر به هو ذراع الحديد[1].
وكان تحرير ذلك بحضوري. وقد ذكرنا في أصل هذا الكتاب ارتفاع هذه المقامات وذرعها بزيادة في ذلك. [1] المقامات الأربعة تغيرت صفتها مع مرور الزمن، أما مكانها حول المطاف فلم يتغير حتى عام "1360م"، وعندما قام جلالة الملك "سعود" رحمه الله بالتوسعات الأولى للحرم قام بإزالة هذه المقامات عام "1377هـ"، حيث كانت مصدرا لتعدد الجماعات، وسببا من أسباب التفرقة. وقد كان المغفور له الملك "عبد العزيز آل سعود" رحمه الله قد أبطل الصلاة فيها عام "1343هـ" بعد إجماع العلماء على أن الصلاة فيها بدعة ابتدعتها الجماعات.
وابنه سيدنا ومولانا قاضي القضاة بالديار المصرية الآن شيخ الإسلام جلال الدين[1] أبقاه الله ورحم سلفه وقضاة القضاء بالديار المصرية في هذه السنة أفتوا بهدم هذا المقام، وتعزير من أفتى بجواز بنائه على هذه الصفة، وأن ذلك جنحة فيه، وأن وَلِيّ الأمر بمصر رسم بهدمه، فعارض في ذلك بعض ذوي الهوى، فتوقف في ذلك. وسبب الإنكار في بناء هذا المقام، ما حصل فيه من كثرة شغل الأرض بالبناء وقلة الانتفاع بموضعه في الليالي الحارة لأجل سقفه إلا بمشقة فادحة، وما يتوقع من إفساد أهل اللهو فيه، لأجل سترته لهم وغير ذلك.
وأما مواضعها في المسجد الحرام: فإن مقام الشافعي خلف مقام إبراهيم الخليل عليه السلام والحنفي بين الركنين الشامي والغربي، والمالكي بن الركن الغربي واليماني والحنبلي تجاه الحجر الأسود. [1] هو عبد الرحمن بن رسلان، توفي سنة 824هـ "انظر ترجمته في الضوء اللامع 4/ 106- 113".
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 324