responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 1  صفحه : 422
والأعوام التي حج فيها البيت، ورميت الجمار أن يكون المتراكم عند كل جمرة من الحصى ما يوازي مساحة خمسين ذراعا في مثلها في وجه الأرض، ويرتفع في العلو ارتفاع جبل ثبير، ولكن لله عز وجل فيها سر كريم من أسراره الخفيات لا إله سواه ... انتهى.
ومن الآيات التي بمنى اتساعها للحجاج في أيام الحج مع ضيقها في الأعين عن ذلك، روينا بالسند المتقدم إلى الأزرقي قال: حدثني محمد بن يحيى قال: أخبرنا سليم بن مسلم عن عبد الله بن أبي زياد عن أبي الطفيل قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يسأل عن منى، ويقال له: عجبا لضيقه في غير الحج، فقال ابن عباس: إن منى يتسع بأهله كما يتسع الرحم للولد[1].
ومنها: كون الحدأة لا تخطف اللحم بمنى أيام التشريق.
ومنها: أن الذباب لا يقع في الطعام، وإن كان لا ينفك عنه في الغالب، كالعسل وشبهه، ذكر هاتين الآيتين المحب الطبري مع آية الجمار، ونص كلامه: الثانية أن الحدأة مع تولعها بخطف اللحم حيث رأته حتى لو رأت بيد إنسان خرقة حمراء انقضت عليه حتى تخطفها منه، وفي منى اللحم مشرق على الجدارات والأسطحة والجبال، والحدأة تحوم حوله ولا تستطيع أن ترزأ أصحابه منه شيئا. الثالثة: أن الطعام الحلو المقتضي لاجتماع الذباب في الأمكنة الخالية يكثر بمنى في أيام منى، ولا يقع الذباب على شيء منه، فضلا عن غيره من الأطعمة، ولو أكل في غير هذه الأيام بمنى أو غيرها ما يهنأ الإنسان لكثرة اجتماع الذباب عليه، هذا مما شاهدناه مكررا في أعوام ... انتهى.
ومن الآيات التي بمنى في أيام الحج: قلة البعوض بها على ما ذكر أبو سعيد الملا في "شرف النبوة" فيما حكى عنه شيخنا القاضي مجد الدين الشيرازي في كتابه "الوصل والمنى في فضل منى"، لأنه قال: وقال أبو سعيد في "الوفا بشرف المصطفى" صلى الله عليه وسلم: كنت ليلا بمنى في غير أيام الموسم وكنت ساهرا أكثر الليل أتأذى من البعوض، فلما كان من الغد سألت بعض أهل الحرم عن البعوض فقال: جميع السنة يكون كثيرا إلا أيام منى فإنه يقل فيها ... انتهى بنصه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
ذكر مقدار ما بين منى ومكة: ومنى ستة أميال، وتعقب ذلك النووي قال: إن بينهما ثلاثة أميال، وجزم بذلك في غير موضع من كتبه[2]، وذكر المحب الطبري في "القرى" أن منى من مكة على أربعة أميال[3]، ذكر ذلك في الترجمة التي ذكر فيها اتساع منى

[1] أخبار مكة للأزرقي 2/ 179.
[2] تهذيب الأسماء واللغات 2/ 2: 157.
[3] القرى "ص: 543".
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 1  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست