responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 1  صفحه : 466
ومن كان يبغي أن يلي ذاك غيرنا ... ولم يكن حي قبلنا ثم يمنع
وكنا ملوكا في الدهور التي مضت ... ورثنا ملوكا لا ترام فتوضع
قال ابن إسحاق: وقد زعم بعض أهل العلم أنها سميت المطابخ لما كان تبح نحر بها وأطعم بها، وكانت منزله.
ثم نشر الله عز وجل بني إسماعيل بمكة، وأخوالهم جرهم إذ ذاك الحكام وولاة مكة والبيت، كانوا كذلك بعد نابت بن إسماعيل، فلما ضاقت عليهم مكة وانتشروا بها انبسطوا في الأرض وابتغوا المعاش والتفسح في الأرض، فلا يأتون قوم لا ينزلون بلدا إلا أظهرهم الله تعالى عليهم بدينهم فوطؤوهم وغلبوهم عليها، حتى ملكوا البلاد ونفوا عنها العماليق ومن كان ساكنا بلادهم التي كانوا اصطلحوا عليها من غيرهم، وجرهم على ذلك بمكة ولاة البيت لا ينازعهم إياه بنو إسماعيل لخؤولتهم وقرابتهم وإعظام الحرم أن يكون به بغي وقتال.
حدثني بعض أهل العلم قالوا: كانت العماليق هم ولاة الحكم بمكة، فضيعوا حرمة مكة، واستحلوا منه أمورا عظاما، ونالوا ما لم يكونوا ينالون، فقام رجل منهم يقال له عملوق، فقال: يا قوم أبقوا على أنفسكم فقد رأيتم وسمعتم خبر من أهلك من صدر الأمم قبلكم: قوم هود، وصالح، وشعيب، فلا تفعلوا المنكر وتواصلوا، ولا تستخفوا بحرم الله وموضع بيته، وإياكم والظلم والإلحاد فيه، فإنه ما سكنه أحد قط فظلم فيه وألحد إلا قطع دابرهم، واستأصل شأفتهم، وبدل أرضا غيرهم، حتى لا يبقى لهم بقية، فلم يقبلوا ذلك منه، وتمادوا في هلكة أنفسهم، قالوا: ثم إن جرهما وقطورا أخرجوا سيارة من اليمن، وأجدبت بلادهم عليهم، فساروا بذراريهم وأنفسهم وأموالهم، وقالوا: نطلب مكانا فه مرعى تسمن فيه ماشيتنا، فإن أعجبنا أقمنا فيه، فإن كل بلاد نزل بها أحد ومعه ذريته وماله فهي وطنه وإلا رجعنا إلا بلادنا فلما قدموا مكة وجدوا فيها ماء معينا وعضاها ملتفة من سلم وسمر، ونباتًا أسمن[1] مواشيهم، وسعة من البلاد، ودفئا[2] من البرد في الشتاء، وقالوا: إن هذا الموضع يجمع لنا ما نريد، فأقاموا مع العماليق، وكان لا يخرج من اليمن قوم إلا ولهم ملك يقيم أمرهم، وكان ذلك سنة فيهم، ولو كانوا نفرا يسيرا، فلما كان مضاض بن عمرو ملك جرهم والمطاع فيهم، وكان السميدع ملك قطورا، فنزل مضاض بن عمرو أعلا مكة، فكان يعشر كل من دخلها من أعلاها، وكان حوزهم وجه الكعبة والركن الأسود والمقام وموضع زمزم مصعدا يمينا وشمالا وقعيقعان إلى أعلى الوادي، ونزل السميدع أسفل مكة وأجيادا3،

[1] في أخبار مكة: "ملتفة من سلم، وسمر ونباتا يسمن مواشيهم".
[2] في أخبار مكة: "ودفا".
3 في أخبار مكة للأزرقي: "أجيادين".
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي    جلد : 1  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست