نام کتاب : طرسوس صفحة من جهاد المسلمين في الثغور نویسنده : جميل عبد الله محمد المصري جلد : 1 صفحه : 124
وزاد المسلمون من حدة غزواتهم بين عامي 306 و312 هـ، من طرسوس، براً وبحراً. فغزا بشر الإِفشيني عام 306 هـ براً، فافتتح عدة حصون، وغزا ثمال بحرا فغنم وسبى وعاد، ودخل جني الصفواني بلاد الروم، فنهب، وأحرق، وفتح وعاد، وقرئت أخبار الانتصارات على المنابر ببغداد[1].
وأسهم أهل طرسوس بقيادة ثمل الخادم في انقاذ الإسكندرية من البربر عندما هاجموها، واستغاث المسلمون عام 308 هـ[2]. ودخلوا بلاد الروم من جهة ملطية عام 310 هـ فظفروا[3]، وقرئت أخبارهم على منابر بغداد[4].
وهنا يجب ملاحظة أن معظم أعمال الجهاد هذه، كانت استعراضية، وهدفها الدعاية، ولم تحقق شيئاً من تثبيت الإسلام في آسيا الصغرى، أو مدّه. وكان القادة ينالون التكريم العظيم من الخليفة، ومن الأمة، فكان مؤنس الخادم مثلاً يدخل بغداد قادماً من الجهاد، دخول الفاتحين العظام. كما حدث عام 311 هـ[5].
وانقلبت الأوضاع في الثغور عام 313 هـ. فقد تأكد للروم ضعف المسلمين وانشغالهم بحركة القرامطة، وقد عاد مؤنس لحربهم. فكتب ملك الروم إلى أهل السواحل والثغور يأمرهم بحمل الخراج إليه، وإلا قصدهم، فقتل الرجال، وسبى الذرية، وقال: "إنني صح عندي ضعف ولاتكم ". ولما لم يفعلوا، هاجمهم الدمستق، ودخل ملطية عام 314 هـ، ومعه مليح الأرمني صاحب الدروب، وعاثوا فساداً، في بلاد الإِسلام، وطلبت ملطية الغوث من بغداد، فلم يغاثوا[6]. ولكن أهل طرسوس تحركوا للانتقام، فغزوا الصائفة، فغنموا وعادوا[7]، وأخذت الأنظار تتجه إلى طرسوس لإغاثة الثغور. وعندما هاجم الروم سميساط عام 315 هـ، ودخلوها، واستباحوها، وضربوا الناقوس في الجامع، وأخذوا جميع ما فيها[8]، هب أهل طرسوس للجهاد، وخرجت سرية منهم إلى بلاد الروم، ولكن الروم استظهروا عليها، وأسروا من المسلمين أربعمائة رجل قتلوهم صبراً. فغزا شمال الصائفة، وانتقم من الروم وعاد سالماً إلى طرسوس[9]. كما أمر المقتدر مؤنس أن يخرج لقتال [1] نفسه 6/161 [2] سير أعلام النبلاء 15/50. [3] الكامل 6/ 172. [4] البداية والنهاية 11/ 145. [5] البداية والنهاية 11/ 145. [6] ابن تغري 3/215، دول الإسلام 1/190، دحلان 1/330، البداية والنهاية 11/531، العبر 1/468. [7] الكامل 6/ 185، البداية 11/153. [8] البداية 11/ 155، العبر 1/ 469، دول الإسلام 1/ 190. [9] الكامل 6/ 189.
نام کتاب : طرسوس صفحة من جهاد المسلمين في الثغور نویسنده : جميل عبد الله محمد المصري جلد : 1 صفحه : 124