نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني، بدر الدين جلد : 1 صفحه : 196
ثم أن السلطان رحل عن المرقب بعد أن قرر أموره، فنزل بالوطأة بالساحل وأفام بمرج بالقرب من موضع يسمّى مرج القرفيض، ثم سار ونزل تحت حصن الاكراد، ثم سار ونزل على بحيرة حمص وهي بحيرة قدس، ثم توجه السلطان إلى الديار المصرية، وأعطى الملك المظفر صاحب حماة عند رحيله من حمص الدستور، فعاد إلى حماة، وكان توجه السلطان إلى القاهرة في جمادى الآخرة من هذه السنة.
؟؟؟ ذكر مولد السلطان الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاون الالفي الصالحي النجمي: وفي خامس عشر المحرم من هذه السنة ولد السلطان الملك الناصر محمد المذكور، من ابنة سكباي بن قراجين بن حنغان نوين، وسكباي المذكور، ورد إلى الديار المصرية هو وأخوه قومشي سنة خمس وسبعين وستمائة صحبة بنجار الرومي في الدولة الظاهرية، فتزوج السلطان الملك المنصور قلاون ابنة سكباي هذا في سنة ثمانين وستمائة بعد موت أبيها المذكور بولاية عمها القرمشي، ووردت البشائر إلى السلطان وهو نازل على بحيرة قدس عند عوده من فتح المرقب، فتضاعف سروره به ودقت البشائر فرحا بمولده مقترنا بفتح المرقب، فتضاعف الهناء والسرور.
وحدّث الشيخ شعبان الهوىّ قال: حدثني الشيخ شرف الدين السنجاريّ التاجر السفار قال: كنت بالموصل سنة أربع وثمانين ليلة النصف من المحرم، فظهر كوكب عظيم له ثلاث ذوائب طوال إلى جهة المغرب، فتعجب الناس من ذلك، وكان في الجماعة عماد الدين بن الدهان رئيس المنجمين، فسألوه عنه فقال: هذا الكوكب ظهر في سنة عشرين وأربعمائة، وله ذؤابتان في طول الذي ترونه وأخرى قصيرة جدا، فولد في ذلك التاريخ المستنصر خليفة مصر، فعاش سبعا وستين سنة، وأقام خليفة ستين سنة، ثم ظهر هذا الكوكب في سنة تسعين وأربعمائة، فولد في هذه التاريخ عبد المؤمن صاحب الغرب، فعاش سبعين سنة، وملك خمسين سنة، ثم ظهر هذا الكوكب في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، فولد في هذا التاريخ الناصر لدين الله، خليفة بغداد فعاش تسعا وستين سنة، وأقام خليفة سبعا وأربعين سنة، وهاهو قد ظهر في هذا الوقت وذوائبه الثلاث كاملة متساوية، يدلّ على أنه يولد في هذه الليلة مولوده سعيد يملك مصر والشام والعراق، ويعيش ثلاثين وثلاثين وثلاثين، فنظروا فلم يولد في تلك الليلة إلا الملك الناصر محمد بن قلاون المذكور.
قلت: صادف كلامه ذلك ولكنه أخطأ في المدة على ما لا يخفي.
ومن الحوادث في هذه السنة: أن محيى الدين بن النحاس عزل عن نظر الجامع الأمويّ، ووليه بعده ىعز الدين بن محيى الدين بن الزكي، وباشر محيى الدين بن النحاس الوزارة عوضا عن التقيّ توبة التكريتي، وطلب التقي إلى الديار المصرية، واحتيط على أمواله وأملاكه، وعزل سيف الدين طوغان عن ولاية مدينة دمشق، وباشرها عز الدين بن أبي الهيجاء.
وفيها: "..................... " وفيها: حج بالناس الأمير علم الدين سنجر الباشقردي.
ذكر من توفي فيها من الأعيان
الشيخ عز الدين محمد بن عليّ بن إبراهيم بن شداد الأنصاري الحلبي.
توفي في صفر، ودفن بسفح المقطم، وكان فاضلا مشهورا، وله تصنيف في سيرة الملك الظاهر، وكان معتنيا بالتواريخ.
الشيخ الصالح العابد الزاهد شرف الدين أبو عبد الله محمد بن الحسن بن إسماهيل الإخميمي.
توفي في هذه السنة، ودفن بجبل قاسيون، وكانت له جنازة حافلة.
الشيخ الصالح المقرئ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عامر بن أبي بكر الغسولي الحنبلي.
سمع الحديث من الشيخ موفق الدين بن قدامة، وغيره، وكان شيخ الميعاد ليلة الأحد، توفي يوم الأربعاء حادي عشر جمادى الآخرة، ودفن بالقرب من تربة الشيخ عبد الله الأرمني.
القاضي عماد الدين داود بن يحيى بن كامل القرشيّ البصروي الحنفي.
مدرّس المعزيّة بالكشك، وناب في الحكم عن مجد الدين بن العديم، وسمع الحديث، وتوفي ليلة النصف من شعبان من هذه السنة، وهو والد الشيخ شمس الدين القحفاري شيخ الحنفية وخطيب جامع تنكر.
الشيخ حسن الرومي، شيخ سعيد السعداء، توفي فيها بالقاهرة، وولى مشيختها بعده شمس الدين الأيكي.
الرشيد سعيد بن علي بن سعيد، الشيخ رشيد الدين الحنفي.
مدرس الشبلّية، وله تصانيف مفيدة كثيرة ونظم حسن، وتوفي يوم السبت ثالث رمضان، وصلى عليه بعد العصر بالجامع المظفري، ودفن بالسفح.
نام کتاب : عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان نویسنده : العيني، بدر الدين جلد : 1 صفحه : 196