أذن له[1].
بل إن عثمان أرسل يطلبه من الشام، ليجاوره بالمدينة، فقد قال له عندما قدم من الشام: "إنا أرسلنا إليك لخير، لتجاورنا بالمدينة"[2].
وقال له أيضاً: "كن عندي تغدو عليك وتروح اللقاح"[3]أفمن يقول ذلك له ينفيه؟!.
ولم تنص على نفيه إلا رواية رواها ابن سعد، وفيها بريدة بن سفيان الأسلمي؛ الذي قال عنه الحافظ ابن حجر: "ليس بالقوي، وفيه رفض" فهل تقبل رواية رافضي -يعتقد بغض الصحابة- لرواية فيها فِرية باطلة على صحابي تعارضها الروايات الصحيحة والحسنة.
واستغل الرافضة هذه الحادثة أبشع استغلال، فأشاعوا أن عثمان رضي الله عنه نفى أبا ذر إلى الربذة، وأن ذلك مما عيب عليه رضي الله عنه من قِبل الخارجين عليه، ولم أقف على ما يدل على أنه عيب عليه من قبل الخارجين عليه أو أنهم سوغوا الخروج عليه به.
وأقدم من ذكر ذلك هو: ابن العربي -المتوفى سنة 542?[4]- ثم [1] انظر الروايات الضعيفة في ذلك، وعللها في الملحق الروايات رقم: [236- 240] . [2] ابن شبة، تاريخ المدينة (1036- 1037) ، وإسناده حسن، انظر الملحق الرواية رقم: [177] . [3] ابن سعد، الطبقات (4/ 226- 227) ، صحيح إلى ابن سيرين، وقد ولد سنة 33? فلم يدرك الفتنة، انظر الملحق الرواية رقم: [178] . [4] العواصم من القواصم (ص:76) ، والرد في (ص: 85- 88) .