ولا شك أن لهذه الجماعة السرية ممثلين ووجهاء، كان من أبرزهم عبد الله بن سبأ اليهودي، تلك الشخصية التي دار حول إثبات حقيقتها، ودورها في الفتنة نقاش وجدال وخصام بين كثير من الدارسين والباحثين.
والذي أكسب هذه الشخصية هذا الاهتمام هو أثرها الفعال في إشعال الفتنة، في خلافتي عثمان وعلي رضي الله عنهما وفي إنشاء عقيدة الرافضة في الرجعة والوصية[1] وسب الصحابة رضوان الله عليهم.
ونجد أن أقدم وأبرز النافين لحقيقة هذه الشخصية -التي اعتمد الرافضة ما ابتدعته- هم أبناء هذه العقيدة الضالة[2] سوى قلة قليلة من غيرهم منخدعة بأقوالهم ومغترة بها.
وهذا النفي عبارة عن محاولة فاشلة منهم لستر حقيقة ارتباط الرافضة باليهود وأنها مستمدة منهم، وليس هذا هو الدليل اليتيم في ذلك، فإن جل عقائد الرافضة تدل على هذا الارتباط، يعرف ذلك من يقارن بينها، وبين عقائد اليهود أدنى مقارنة[3]وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية نقلاً عن الشعبي، عدداً من الصفات التي يلتقي فيها الروافض مع أسلافهم [1] انظر الفَرْق بين الفِرَق لعبد القاهر بن طاهر البغدادي الإسفرائيني (المتوفى سنة 429? (ص: 16) . [2] من هؤلاء مرتضى العسكري، فقد ألف عن ابن سبأ كتاباً مستقلاً، حشره بالمغالطات وجانب فيه المنهج العلمي في البحث والتأليف. [3] انظر: بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود لعبد الله الجميلي.