لذلك يقول ابن سيرين: "إذا رآه في صورته"[1].
ولما قال كليب[2] لعبد الله بن عباس: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، قال له: صفه لي، فوصفه له وذكر أنه يشبه الحسن بن علي، قال له: قد رأيته[3].
وكان ابن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم: قال: صف لي الذي رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره[4].
وقيد الرؤيا الحقيقية على هذا النحو: القاضي أبوبكر بن العربي، فهو يرى أن ذلك لمن رآه على صورته المعروفة، وأما إذا رآه على خلاف صفته فإن رؤياه أمثال[5].
ويقول المازري في اشتراط تطابق صورة المرئي مع صورة النبي صلى الله عليه وسلم المعروفة: "وعلى ذلك جرى علماء التعبير، فقالوا: إذا قال الجاهل رأيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه يسأل عن صفته، فإن وافق الصفة المروية وإلا فلا يقبل منه"[6]. [1] علقه البخاري في صحيحه (فتح الباري 12/ 383) وستأتي شواهد له عن ابن سيرين. [2] كليب بن شهاب الجرمي والد عصام، قال عنه أبو داود: "كان من أفضل أهل الكوفة" (ابن حجر، الإصابة 3/ 323) . [3] ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (12/ 384) ، وعزاه للحاكم وجوّد إسناده. [4] ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري (12/ 384) وصحح إسناده. [5] ابن حجر، فتح الباري (12/ 384) . [6] المصدر السابق (12/ 387) .