على ترجمة تتصف بهذه الصفات.
وذهب محب الدين الخطيب إلى أن القاتل: هو عبد الله بن سبأ حيث قال: "ومن الثابت أن ابن سبأ كان مع ثوار مصر عند مجيئهم من الفسطاط إلى المدينة، وهو في كل الأدوار التي مثلها كان شديد الحرص على أن يعمل من وراء ستار، فلعل (الموت الأسود) اسم مستعار له أراد أن يرمز به إليه، ليتمكن من مواصلة دسائسه لهدم الإسلام"[1].
وقد يشهد لما ذهب إليه: أن ابن سبأ أسود البشرة؛ فقد صح عن علي رضي الله عنه أنه وصفه بالخبث، وسواد البشرة، وذلك في قوله عنه: "الخبيث الأسود"[2].
وأنه يعتبر من أهل مصر لتغلغل أفكاره في بعض أهلها، ولمكثه فيها آخر أمره، ولقدومه مع أهلها[3].
وأن اللقبين اللذين وردا للقاتل يلتقيان مع لقبه المشهور (ابن السوداء) ، فإن الألقاب الثلاثة تشتمل على لون بشرته وهو السواد.
وأن اللقب الذي لقب به القاتل (جبلة) اسم لرجل يهودي يمني[4] ورُوي أن ابن سبأ من يهود اليمن[5]. [1] العواصم من القواصم، الحاشية (201، ص: 141) . [2] رواه أبو إسحاق الفزاري، كما في لسان الميزان (3/290) من رواية سويد بن غفلة، بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [390] وما بعدها. [3] العواصم من القواصم، الحاشية (201، ص: 141) . [4] ذكر ياقوت: أن جبلة اسم لرجل يهودي يمني كان يبيع الفَخَّار (معجم البلدان 2/107) [5] الطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/ 340-341) ؛ من طريق سيف بن عمر التميمي: أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً من أهل صنعاء، أمه سوداء ... ، وإسناده ضعيف، انظر الملحق الرواية رقم: [305] .