عبد الله بن سلام"[1].
وبما أن أخباره هذه تتضمن أموراً غيبية، فإنّ ذلك يزيد التوثق من أن لها مصدراً موثوقاً عنده وإلا لما حدَّث بها.
ومما ثبت عنه في ذلك أنه خرج يوماً على قتلة عثمان رضي الله عنه ونهاهم عن قتله، وأخبرهم أنه لم يبق من أجله إلا القليل، وقال لهم: "اتركوا هذا الرجل أربعين ليلة، فوالله لئن تركتموه فليموتن إليها، فأبوا، ثم خرج عليهم بعد ذلك بأيام، فقال: اتركوه خمس عشرة ليلة، فوالله لئن تركتموه ليموتن إليها"[2].
وأقسم لهم بأنهم إن قتلوه فلا يصلون جميعاً أبداً[3] ووقع فعلاً ما قاله ابن سلام رضي الله عنه، من حيث تفرق قلوب القوم، حتى إن الحسن البصري يقول: فوالله إن صلى القوم جميعاً إن قلوبهم لمختلفة[4]. [1] الذهبي، سير أعلام النبلاء (2/ 418) ، وابن كثير، تفسير القرآن العظيم (2/521) وذكر ابن كثير أن في ذلك خلافاً، وانظر فتح القدير للشوكاني (3/91-92) . [2] رواه عبد الرزاق، المصنف (11/444) ، ويعقوب بن سفيان، المعرفة والتاريخ: (1/418) ، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (353-354) ، وحسنه البوصيري، وابن حجر (المطالب العالية 4/ 286-287) ، وفيه عنعنة الزهري، وهو مدلس من المرتبة الثالثة، انظر الملحق الرواية رقم: [231] . [3] رواه ابن أبي شيبة، المصنف (15/204، 207) ، بإسناد صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [139] . [4] خليفة بن خياط، التاريخ (171) ، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (351) ، بإسناد حسن إلى الحسن، انظر الملحق الرواية رقم: [57] .