ولما جاء أحدهم[1] إلى ابن عمر رضي الله عنهما يسأله عن حضور عثمان بدراً، أجابه بأنه لم يشهدها، فكبر السائل فرَحاً وشماتةً بعثمان، فناداه ابن عمر رضي الله عنهما وبيّن له أن تخلف عثمان هذا لم يكن من قِبله، إنما كان بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يُعدّ عيباً فيه، فقال له: وأما تغيبه عن بدر، فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لك أجر رجل ممن شهد بدراً وسهمه" [2].
فلم يتخلف عثمان عن غزوة بدر رغبة عن الأجر، ولا جُبناً، ولا خوفاً، وإنما تديناً وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أن النفير -كما تقدم- لم يكن عاماً، وبسبب ذلك تخلف عن بدر كثير من الصحابة رضوان الله عليهم ممن كانوا في العوالي، وممن لم يحضروا ساعة الاستعداد للرحيل، لشدة استعجال النبي صلى الله عليه وسلم؛ خشية أن تفوت العير فلا يدركونها.
فعدم حضور بدر ليس بعيب في آحاد الصحابة رضوان الله عليهم [1] يحتمل أنه العلاء بن عرار (ابن حجر، فتح الباري 7/ 364) ، وتصرح بعض الروايات بأنه من أهل مصر (فتح الباري 7/ 54، 59. [2] البخاري، الجامع الصحيح، فتح الباري (7/ 54، 363) ، والترمذي، السنن (5/629) ، وأحمد، المسند (بتحقيق أحمد شاكر 8/ 101-102، 199-200) ، ويعقوب بن سفيان، المعرفة والتاريخ (3/ 160) ، والطيالسي، المسند (264) ، وابن عساكر، تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (254-256) ، وذكره المحب الطبري الرياض النضرة (3/ 24-25) ، انظر الملحق الرواية رقم: [22] .