رابعاً: حميه الحمى:
ومنها حميه الحمى[1] فلما قدم أهل مصر المدينةَ، واستقبلهم عثمان رضي الله عنه قالوا له: ادع بالمصحف، فدعا به، فقالوا: افتح السابعة - وكانوا يسمون سورة يونس السابعة - فقرأ حتى أتى قوله تعالى: {قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} [2].
فقالوا له: قف، أرأيت ما حميت من الحمى، آلله أذن لك أم على الله تفتري؟.
فقال عثمان رضي الله عنه: امضه نزلت في كذا وكذا[3] فأما الحمى، فإن عمر حماه قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت زادت إبل الصدقة، فزدت في الحمى لِما زاد من إبل الصدقة، امضه..[4].
ورُوي أن عائشة رضي الله عنها قالت للخارجين على عثمان رضي الله عنه: اسمعوا نحدثكم عما جئتمونا له: إنكم عبتم على عثمان في ثلاث [1] الحمى: هو المكان المحمي، وهو خلاف المباح، ابن حجر، فتح الباري (5/44) [2] سورة يونس، الآية (59) [3] هكذا في الرواية. [4] خليفة بن خياط، التاريخ (168-169 والبزار، كشف الأستار (4/ 90-91) ، وابن أبي شيبة، المصنف (15/ 215-220) ، والطبري، تاريخ الأمم والملوك (4/354-356) ، وإسحاق بن راهويه، كما في المطالب العالية (4/ 354-356) وذكره المحب الطبري، الرياض النضرة (3/ 60) ، وإسناده صحيح، انظر الملحق الرواية رقم: [64] .