نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 278
قال الواقدي: ولقد حدثني معمر بن رواحة عن القاسم عن خزامة بن عمرو وعن أبي المنذر أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حرب ضرار بن الأزور اسيرا فلما كان الليل انطلق هاربا يلتمس الوصول إلى ابي عبيدة فإذا هو بأسد عارضه فقال سفينة يا أبا الحرث أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أمري كيت وكيت فقرب منه وهو يبصبص بذنبه حتى وقف إلى جانبه واشار إليه برأسه 8 أن سر فسرت وهو إلى جانبي حتى أتى بي إلى بلد من صلحنا فتركني ومضى.
قال الواقدي: فلما وصل سفينة الجيش حدث الناس باسر ضرار ومن معه فصعب ذلك على المسلمين وبكى أبو عبيدة وخالد بن الوليد على أسرهم وقالا لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وبلغ ذلك أخته خولة فقالت: أنا لله وأنا إليه راجعون يا بن أمي ليت شعري في السلاسل أوثقوك أم بالحديد قيدوك أم في البيداء طرحوك أم بدمائك خضبوك وأنشدت تقول:
إلا مخبر بعد الفراق يخبرنا
...
فمن ذا الذي يا قوم اشغلكم عنا
فلو كنت ادري إنه آخر اللقا
...
لكنا وقفنا للوداع وودعنا
إلا يا غراب البين هل أنت مخبري
...
فهل بقدوم الغائبين تبشرنا
لقد كانت الايام تزهو لقربهم
...
وكنا بهم نزهو وكانوا كما كنا
إلا قاتل النوى ما أمره
...
واقبحه ماذا يريد النوى منا
ذكرت ليالي الجمع كنا سوية
...
فقرقنا ريب الزمان وشتتنا
لئن رجعوا يوما إلى دار عزهم
...
لئمنا خفافا للمطايا وقبلنا
ولم انس إذ قالوا: ضرار مقيد
...
تركناه في دار العدو ويممنا
فما هذه الايام إلا معارة
...
وما نحن إلا مثل لفظ بلا معنى
أرى القلب لا يختار في الناس غيرهم
...
إذ ما ذكرهم ذاكر قلبي المضنى
سلام على الأحباب في كل ساعة
...
وأن بعدوا عنا وأن منعوا منا
قال الواقدي: ولقد بلغني عن وأصل بن عوف إنه قال اجتمعت النساء من العربيات ممن كان لهم أسير مع ضرار عند خولة ومن جملتهم مزروعة بنت عملوق الحيرية وكانت من فصحاء زمانها وكان ولدها صابر بن أوس فيمن أسر مع ضرار فجعلت تندب ولدها وتقول:
أيا ولدي قد زاد قلبي تلهبا
...
وقد أحرقت مني الخدود المدامع
وقد أضرمت نار المصيبة شعلة
...
وقد حميت مني الحشا والأضالع
نام کتاب : فتوح الشام نویسنده : الواقدي جلد : 1 صفحه : 278