أو هالك، إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم عهد إلينا فى حجّة الوداع فقال: عليكم بالقرآن فإنكم سترجعون إلى قوم يشتهون الحديث عنّى، فمن عقل شيئا فليحدّث به، ومن افترى علىّ فليتبوّأ بيتا أو مقعدا من جهنّم «1»
، لا أدرى أيّتهما قال.
حدثناه محمد بن يحيى الصدفى. وكان خادما للنبى صلّى الله عليه وسلم. لم يرو عنه غير أهل مصر. وليس لأهل مصر عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلم غير هذين الحديثين، ولهم عنه شىء من رأيه فى الفتن. وجنادة بن أبى أميّة الأزدى
ولهم عنه أحاديث؛ منها عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير، عن جنادة بن أبى أميّة، أن رجالا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال بعضهم: إنّ الهجرة قد انقطعت، فاختلفوا فى ذلك؛ فانطلقنا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ فقلنا: يا نبىّ الله، إنّ ناسا يقولون: إن الهجرة قد انقطعت، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: لا تنقطع الهجرة ما كان الجهاد «2» . هكذا ذكر عن ابن وهب.
وحدثناه شعيب بن الليث وعبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير، أن جنادة بن أبى أميّة حدثه أن رجلا حدثه، أن رجالا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم. ثم ذكر الحديث.
حدثناه أبو الأسود، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الخير، عن جنادة بن أبى أميّة، حدثه أنه سمع رجلا من الأنصار يحدّثه، قال: تذاكرنا الهجرة فقال بعضنا: انقطعت. وقال بعضنا: لم تنقطع، فأرسلنا رجلا منا إلى النبي صلّى الله عليه وسلم، ثم ذكر الحديث.
ومنها حديث ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، أن أبا الخير أخبره، أن حذيفة البارقىّ حدثه، أن جنادة بن أبى أميّة أخبره أنهم دخلوا على النبي صلّى الله عليه وسلم ثمانية نفر، فقرّب إليهم طعاما فى يوم جمعة، فقال: كلوا. فقالوا: إنّا صيام، فقال: أصمتم أمس؟ قالوا:
لا، قال: أفصائمون أنتم غدا؟ قالوا: لا، قال فأفطروا.