نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 157
يعد مكملًا لما جاء في اللوحة التي أسلفت الإشارة إلى أنها الأصل الذي نسخت منه لوحة كارنارفون؛ فمن نصوص هذه اللوحة الأخيرة يتبين لنا أن كاموزا انتصر انتصارًا حاسمًا على الهكسوس في معركة نيلية, كما تشير أيضا إلى حملة على النوبة سبق أن قام بها كاموزا، كذلك توضح لنا كيف أن ملك الهكسوس أراد الاتصال بملك النوبة ليفاجئ هذا الأخير الملك كاموزا من الخلف أثناء انشغاله في حربه ضد الهكسوس؛ إلا أن رسول ملك الهكسوس إلى النوبة قبض عليه وهو في طريقه إليها؛ فلم تنجح المؤامرة التي أريد تدبيرها ضد المصريين.
ولا ندري إلى أي مدى وصل كاموزا في كفاحه, ولكن لا شك في أنه نجح في كسر شوكة الهكسوس, وأنه مهد السبيل للانتصار الأخير الذي انتهى بطردهم من مصر على يد خلفه وأخيه أحمس الأول.
5- عهد الدولة الحديثة:
إجلاء الأجانب وتكوين الإمبراطورية:
سبق أن أشرنا إلى أن كاموزا نجح في كسر شوكة الهكسوس، ومع ذلك فقد ظلت الأوضاع في وادي النيل على ما هي عليه؛ إلا فيما يختص بإقدام المصريين على مناوأة النفوذ الأجنبي وإعلاء شأن مملكتهم في الجنوب؛ حتى أصبحت المملكة الطيبية دولة ذات سيادة بعد أن كانت تعترف بنفوذ الهكسوس، أي أنه من الممكن القول بأن عهد "كاموزا" وسلفه "سقنن رع" كان تمهيدًا للنهضة التي بدأت بعدئذٍ والتي يوضع على رأسها "أحمس الأول" خليفة "كاموزا" ومؤسس الأسرة الثامنة عشرة، وقد تمكنت مصر في نهضتها هذه من أن تكون إمبراطورية مترامية الأطراف بعد أن تمكنت من إجلاء الأجانب عن أراضيها, وأصبحت أقوى أمم الشرق الأدنى القديم نفوذًا وسلطانًا.
نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 157