نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 186
وتشير النقوش التي نقشت على بعض آثاره إلى أنه أخضع نارهارينا "أي: أعالي الفرات" والمملكة الحيثية وألاسيا "قبرص"؛ ولكن يبدو أنه نقل هذه الأسماء من النقوش القديمة وخاصة تلك التي تبين انتصارات تحتمس الثالث وعلاقاته مع تلك الجهات. ويشير نص مؤرخ بالسنة الرابعة أو الثامنة إلى أنه قام بحملة إلى النوبة أخضع فيها بعض أجزائها ولكن يشك في ذلك أيضًا[1]، وحتى مع فرض قيامه بهذه الحملة إلى النوبة؛ فإنها كانت قليلة الأهمية بالنسبة لحملاته الأولى في آسيا, ولتلك التي وجهها ضد الليبيين.
ومن المحتمل أنه عقد معاهدة مع ملك الحيثيين احترم فيها كل فريق حدود الفريق الآخر, وساد السلام بينهما, وبذلك تمكن سيتي من التفرغ للإصلاحات الداخلية, فشيد الكثير من المباني[2] التي امتازت بالروعة وجمال النقوش وبعضها يعد من أجمل ما تركه الفراعنة من آثار، وقد اهتم سيتي باستغلال المناجم والمحاجر وخاصة مناجم الذهب، وإلى عهده ترجع أقدم وثيقة جغرافية في التاريخ؛ حيث توجد بردية في متحف تورين مبين عليها موقع منجم الذهب القريب من معبد الراديسية, وقد بينت في هذه الخريطة الطرق المختلفة وبعض المعلومات التي تساعد على التعرف على الطريق المؤدية إلى تلك المناجم، كذلك أمر سيتي بحفر كثير من الآبار في الصحراء لمساعدة المسافرين إلى مناطق استغلال المعادن والمحاجر.
هذا وقد حكم سيتي الأول سبعة عشر عامًا مات في أثنائها ولي عهده؛ ولذا اعتلى العرش من بعده ولده الثاني رعمسيس الثاني. [1] JEA. 25, p. 142. [2] من هذه مقبرته ومعبده في البر الغربي للأقصر ومعبد أبيدوس وغيرها.
نام کتاب : معالم تاريخ الشرق الأدني القديم نویسنده : محمد أبو المحاسن عصفور جلد : 1 صفحه : 186